أمي.. تلك الكلمة التي تشمل مفاتيح السعادة.. بل هي جنة الله على الأرض، هبه الله ومنحته الإلهية للبشر اجمعين، فقد تجسدت السكينة والطمأنينة والراحة في تواجد الأم، الأم هي من كرمها المولى عز وجل بوضع الجنة تحت اقدامها.
فمهما تحدثنا عما تشعر به الأم في فتره الحمل وتحملها الآلام.. وتحملها ألم وعناء المخاض. وسهرها في رعاية وليدها واهتمامها به.. لن نعطيها حقها ابدا
ثم بعد ذلك تضحى الأم وتقدم كل ما تملك من وقت وجهد ومال حتى تقدم للمجتمع نموذجا صالحا مشرفاً.
فكما قال الشاعر احمد شوقي “الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق” فالحقيقة أن الأم هي النواه والأساس في تكوين الشعوب العريقة والمتحضرة، وقد أمرنا رب العزة بطاعة الوالدين وطاعة الأم جعلها من طاعته جل علاه.
وقد أوصانا رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم بصحبه الأم وطاعتها، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى رسول الله – صل الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: مك قال: ثم من؟ قال: ابوك.
ومهما حاولنا ان نتحدث او نعترف لها بفضلها علينا لن نوفيها حقها ابداً.
ويوم الأم.. او عيد الأم ما هو الا تعبير بسيط منا واعتراف بالفضل والجميل على كل ما بذلته الأم في سبيل إسعاد أبناءها وتوفير حياه كريمة ومثالية لهم
يرجع الاحتفال بعيد الأم إلى الحضارة اليونانية، واختلفت طريقة الاحتفال من بلد الى اخرى.
أما في عالمنا العربي بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم في جمهورية مصر العربية علي يد المصريين” مصطفي أمين وعلي أمين”.
حيث استقبل الأستاذ علي أمين رسالة من أم تشتكي في هذه الرسالة من قسوة تعامل أبناءها لها.
فقام علي أمين ومصطفى أمين بكتابة مقال في عمودهما” فكرة” وكان مضمون هذا المقال هو اقتراح يوماً للأم وذلك من أجل التذكرة بدور وفضل الأم الكبير في تربية أبنائها ودورها في داخل الأسرة.
فعقب نشر هذا المقال نالت هذه الفكرة استحسان واعجاب الكثير من القراء وبالفعل تم اختيار يوم للاحتفال بعيد الأم.
واحتفلت بالفعل مصر بأول عيد أم يوم 21 مارس 1965 ومن ثم قامت معظم البلاد العربية بالاحتفال بهذا اليوم.
فيارب العالمين.. أسعد أمي وأجعلها قريرة العين. لا تشتكي هما ولا حزنا ولا مرضا، وأنثر في جسدها عافية دائمة وأبعد عنها متاعب الدنيا ولا تذقها طعم الألم وأجعلها من سيدات أهل الجنة.