عِندما أردنا أن نطرح لكُم مقدمة جميلة عن شهر رمضان المبارك لم نجِد صعوبةً في الأمر. فما أجلَّه وأعظمهُ من شهرٍ مُبارَك.
إنه شهر الخير والرحمات والنفحات. ولكن هُناك من لا يعلَم مدى فضل هذا الشهر وحُرمته عند الله -العليّ القدير-.
مقدمة جميلة عن شهر رمضان
مكة هي موضع مولد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وقد قال تعالى “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين”؛ “فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره”.
كانت مكَّة تحت إمرَة قريش؛ وقد فُتحَت في شهر رمضان.
فكما أن القرآن الذي فتح الله -تعالى- به قلوبنا أُنزِل أوَّل ما أُنزِل في رمضان؛ فكذلك مكة التي نوجِّه إليها وجوهنا في صلاتنا ونستقبل قبلتنا وهي الكعبة فُتِحَت في رمضان.
فانظُر إلى الجَمْع ما بين هذين الحدثين العظيمين في هذا الشهر العظيم الجليل المبارك.
كان يوم بدر يوم فرقانٍ حَق كما سماه القرآن. متى كان يوم بدر؟ كان في رمضان.
فالفوارِق والفتوحات أذِن الله عز وجل أن تكون في رمضان. وهذا مما يبين لك حرمة هذا الشهر عند الله عز وجل.
الجنة دارٌ عظيمة أعدَّها الله للمؤمنين ثوابا.
ربنا يقول “إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا | حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا”؛ ويقول عز وجل أيضًا “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا”.
فإذا جاء رمضان فُتِحت أبواب الجنة، وصفدت الشياطين، وأُغلِقَت أبواب جهنم. كل ذلك من بيان حرمة هذا الشهر؛ وبيان عظمته عند الله -تبارك اسمه وجلَّ ثناؤه-.
وقد حمل أكثر العلماء الحديث على حقيقته “أبواب الجنة تفتح، أبواب النار توصَد، مردة الشياطين تصفد”. كل ذلك إيذانًا من الرب العلي الكبير القادر لعباده لبيان عظيم وحُرمة هذا الشهر المبارك.
ليلة القدر
طَالت مِنَّا هذه المقدمة الجميلة عن شهر رمضان المبارك؛ لكن كيف لا نذكر أيضًا فيه ليلة القدر! أتتخيَّل وتعلم وتُفكِّر فعلا كيف تكون ليلةً خيرٌ من ألف شَهر؟
انها أحد البركات التي وهبنا الله -الوهَّاب- إياها؛ فاللهم بلغنا تلك الليلة وارزقنا قيامها والعمل الصالح فيها يا أرحم الرَّحمين.