حتى يظل العيد فرحة، لابُد من ثلاثة أشياء؛ الأول التوسعة على الفقراء والمساكين وإغناؤهم حتى يكون العيد فرحة على الجميع، على الأغنياء والفقراء.
الأمر الثاني الذي نؤكد ونشدد عليه، حتى يظل العيد فرحة لا بد من أن التزم بالإجراءات الطبية الوقائية والاحترازية والتباعد الاجتماعي، وأن يكون ذلك ثقافة مجتمع ونمط حياةٍ في الظروف الحالية، فهي مصلحةٌ معتبرة شرعًا، ومصلحة معتبرة وطنيًا، ومصلحة معتبرة صحيًا؛ حتى لا نتزاحم فنفقد حبيبا أو أبًا أو أُمًا أو صديقا، فيتحول العيد من فرحةٍ إلى حزنٍ أو مأتمٍ -والعياذ بالله- فحتى يظل العيد فرحة ينبغي ألا نتزاحم في هذه الأيام؛ لا التي تسبق العيد ولا في العيد ولا في غيرها، حتى لا يتحول العيد إلى حزن بفقد حبيب أو عزيز علينا.
الأمر الثالث، وهو أن بعض العادات اقتضت على التوسع في زيارة القبور أيام العيد، وبعض الناس يخرجون فُرادى وجماعات بتزاحمٍ شديد.
ولهؤلاء نقول: إن كانت الزيارة لأجل العِظَة والاعتبار بأحوال من مضى، ففي العام مُتَّسَع، واجعل هذا اليوم -يوم العيد- يوم فرحة، وزُر للعظة في سائِر الأيام، خاصَّة أن الزيارة غالبًا ما تكون فيها مشكلات وخاصة في هذه الأيام.
بعض الناس للأسف الشديد يحول يوم العيد، يوم الفرح، إلى تجديد للأحزان وندبٍ للأموات، وخروجٍ إلى المقابر لتجديد الحزن بما لا يتسق ولا يتناسب مع جلال وفرحة العيد.
أما الأخطر من ذلك، فساحات بعض المقابر وجوارها في بعض المناطق تتحول إلى ما يُشبِه الأسواق المتنقلة أو المؤقتة؛ فتجِد إلى جانب المقابر في بعض الأماكن ما يشبه سوقًا كبيرًا، ويتزاحم الناس؛ وقد يصاحب ذلك ألعابٌ للأطفال ونحو ذلك.
ربما كان ذلك متاحًا ومباحًا في الظروف العادية؛ أما أن يتزاحم الناس الآن في أيام العيد، ويخرجون جماعات تجاه المقابر، وتقام إلى جانبها بعض الأسواق فهذا يشكل خطرا كبيرًا على الصحة العامة في ظل هذه الظروف، ولا يتسق الحزن مع طبيعة يومٍ كهذا.
من خطبة وزير الأوقاف محمد مختار جمعة.
واطَّلِع هنا على: خطبة عيد الأضحى مشكولة جاهزة ومنسقة لإلقاء مميز وبليغ