من رئة الطبيعة تنفست الجمال، وعلى ركن الغموض أتكئت واستقرت، لتصبح معالم بارزةً تستحق الزيارة، هنا خلف الابواب الموصدة للقري المنطوية علي جمالها، تتبدي في كل خطوة حكاية، وترسم بين الأعمدة الساحرة والحجارة العتيقة، خطوط حضارة عريقة، وتفاصيل شعوب عرفت معنى الحياة، فاختصرتها بحروف من فن واٍرادة.
• من بلد الطبيعة الفاتنة تركيا، تنبض بلدة كبادوكيا، كلغز غامض يدفع الناظر لاكتشافه، تراها فتحسبها هاربة من اساطير الخيال تقع بين انقرة وملتايا وتعرف بوادي الحب، نظرا لما تترجمة من مزج ساحر بين الطبيعة والبشر.
تتميز كبادوكيا بالأعمدة الحجرية مدببة الرأس والتي يصل أرتفاعها الي نحو أربعين متراَ تشكلت بفعل الرياح والامطار التي أدت الي تأكل طبقات الصخور الرملية ورماد البركان مكونة سطحاً صخرياً فريداً يشبه لون القمر. كما تتميز المدينة بمنازلها التي تقع تحت الأرض والتي تعود لحضارت القديمة لم تزل تسرد عراقتها حتي يومنا هذا.
• يختلف المشهد في قرية هوبيتون، القابعة في نيوزيلندا، فما أن تعاينها عن قرب حتي تبدوا لك مألوفة بعض الشئ، حيث تعتبر بمثابة وجهت الاحلام المحببة لمخرجين هوليود الباحثين عن الهدوء والجمال، تقع قرية هوبيتون بالقرب من مدينة اوكلاند، ويعود الفضل في شهرتها الي بيتر جاكسون مخرج ثلاثية سيد الخواتم او The Lord of the Rings حيث وقع اختياره عليها لتصوير بعض مشاهد الجزء الأول من الفيلم ثم استكمل فيها بقية الأجزاء، عند الدخول الى مزرعة القرية ستجد فيها سبعة وثلاثين من بيوت Hobbet أو الاقزام التي تنتظر من يكتشفها، وقد أصبحت القرية اليوم واحدة من مناطق الجزب السياحية الاكثر شعبية في نيوزيلندا.
• بعيداً عن جمال الطبيعة وغرابة المكان، تحكي قرية اوموجا الكينية قصة مغايرة، فهنا وإن أمعنت النظر لن يخرج لاستقبالك حتي رجلاً واحد، حيث تعتبر هذه القرية محزورة علي الرجال، فهي بمثابة ملجئاً وملاذاً آمناً للنساء اللاتي هربن من حياة العنف وسوء المعاملة التي يعشنها في قبيلة قبيلة سان برو في شمال كينيا.
تعتمد نساء القرية علي بيع المنتجات الخرزية اليدوية بوضع أموالهن بشكل جماعي لسد رمق الحياة، كما تستخدم الأرباح لتغطية نفقات المدرسة التي تخدم الأطفال والنساء الراغبات في تعلم المهارات الأساسية، ليثبتن بذالك قدرة المرأة على الدفاع عن نفسها والعيش في حياة كريمة بعيداً عن القهر العنف.
• قد تكون الحياة تحت سقف يزن أكثر من حجم سفينة سياحية شيئاً مخيفآ، لكن ذلك يعتبر أمراً عادياً لسكان قرية مونسانتو في البرتغال، فقد عملوا على تكيف أنفسهم ومنازلهم مع البيئة الطبيعية المحيطة الممتلئة بصخور الجرانيت العملاقة.
هنا علي قمة القرية الجبلية تبدوا المنازل وكأنها محشوة بين الصخور التي تزن مائتي طن كذكرى باقية من العصور الحجرية، وربما هذا ما أعطاها تميزاً تجاوز مقاييس الخيال، ففي عام ١٩٣٨ تم تسمية مونسانتو بأنها القرية البرتغالية الأكثر دلالة على عراقة وجمال البرتغال.
• أما في إسبانيا، منبت الحضارة الفاتنة، لا يمكن المرور في سحر هذه البلاد دون زيارة قرية كاستيفوييه دي لا روكا التي تعتبر أجمل الأماكن الطبيعية في سياحة إسبانيا، تقع هذه القرية في كتالونيا، وتعتبر من أصغر القرى الموجودة في إسبانيا على شريطِ ضيق من الصخور البازلتية مما يعطيها سحرِ وجاذبية لا تخلوا من الهيبة التي تخطف الانفاس، تبدو للوهلة الاولة كأنها معلقة في السماء، فإن كنت ممكن يمتلكون القدرة علي المرتفعات لا تفوت زيارتها والتعرف علي شوارعها الضيقة ومنازلها المتلاحمة في صمت ملفت.
ينطق الجمال إرادةً وفن فيصغي التاريخ ويدوّن ملامح حضارة باقية، هنا لا تسأل عن العنوان إن ضللت الطريق، فالغرابة والجمال دليل سياحي حاذق محال أن يتيه.
~ إعداد: منى عبد اللطيف – قناة الشارقة