عادة تغيب عنا حقائق كثيرة نجهل فيها الجندي المجهول ولا نرى سوى الصورة النهائية للأشياء والتي ينقصها أشياء كثيرة وأحد هذه الحقائق هو حقيقة الحرب العالمية الثانية وذاك عالم الرياضيات الذي جعل هتلر يصاب بالجنون بعد أن خسر الحرب.
ولعلك تتساءل كيف لعالم رياضيات أن يتحكم في سير الحرب ويجعل دولته تفوز؟ ما هي قصة هذا العالم ؟ هل اخترع دبابة حديثة أم سلاحاً حربياً تفوق به على هتلر؟ وإذا كان هو سبب فوز دولته بالحرب فلماذا عاقبته دولته حتى جعلته ينتحر؟ وماذا عن التفاحة المقضومة التي وجدوها بجواره وهو ميت؟ وما فضله في هذه الآلة التي أعبث بها الآن وأكتب عليها كلماتي التي تقرأها؟
الحرب العالمية الثانية
هي أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية حيث قدرت الخسائر البشرية من المدنيين حوالي 2% من سكان العالم في تلك الفترة حيث استخدم الألمان استراتيجية القصف الجوي على المدنيين وهو ما أدى إلى الرد بالمثل عليهم من خصومهم.
بدأت هذه الحرب في عام 1939م واستمرت حتى 1945م وشاركت فيها دول كثيرة وانقسم العالم إلى فريقين متنازعين هما :دول الحلفاء ودول المحور وشارك فيها أكثر من مليون شخص وتكبدت الدول المشاركة فيها خسائر فادحة حيث وضعت فيها كل قواها الاقتصادية والعسكرية والبشرية والعلمية ويرجع أسبابها إلى تغير خريطة العالم في أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى وعقد معاهدات عقابية لألمانيا وظهور دول المحور التي تكونت من ألمانيا واليابان وإيطاليا وانتهت الحرب باستسلام ألمانيا غير المشروط وإلقاء قنبلتين نوويتين على اليابان من قبل أمريكا مما أدى إلى استسلامها وبروز أمريكا وروسيا كقوى عظمى وإنشاء الأمم المتحدة لمنع الصراعات.
الآن تورينج
ولد الآن تورينج في لندن وأدخل دار رعاية خاصة حيث اضطر أبواه للسفر إلى الهند لعمل أباه فقضى فترة طفولته بعيداً عنهما وهو لم يتجاوز سنة ونصف كان مغرما بالكيماء والرياضيات والعلوم وذلك بسبب قراءته لكتاب “عجائب الطبيعة التي يجب على كل طفل معرفتها” لبروستر والتي شبه فيها الإنسان وبالآلة وهو ما انعكس على تصوراته في الكبر في مسألة ذكاء الآلة واختراعاته المبنية على ذلك.
دور الآن تورينج في الحرب
كان الآن تورينج عاشقاً للشفرات فاستطاع أن يفك الشفرات الألمانية رغم أنه لم يتكلم باللغة وذلك باختراعه لآلة تورينج التي تعد البنية الأساسية للحاسوب والأجهزة الزكية فاستطاعت هذه الآلة كشف خطط وخطوط سير الألمان فأصبحت ألمانيا مكشوفة لخصومها مما نتج عن خسارتها الحرب.
انتحار الآن تورينج وقصة التفاحة المقضومة
عرف الرأي العام الإنجليزي بشذوذ الآن تورينج وانتشرت الفضيحة على نطاق واسع وهو ما أدى إلى تقديمه للمحاكمة وحكمت المحكمة عليه بأن يختار ما بين أن يسجن أو أن يخصى كيميائيا بواسطة هرمونات أنثوية ولكنه اختار الحكم الثاني ليكمل مسيرته العلمية وسلسلة الاختراعات.
فصل الآن تورينج إثر هذه الفضيحة من عمله وجامعة مانشستر التي كان يدرس فيها وأصبح منبوذا من الجميع وعاش آخر حياته في جحيم وعزلة خانقة وهو ما أدى إلى انتحاره في شقته بتناوله تفاحة مشبعة بالسيانيد القاتل ووجدوه ميتاً وبجواره التفاحة المقضومة التي يعتقد أن شركة أبل استخدمتها كشعار لها تقديراً له وبذلك انتهت حياة الآن تورينج العالم الرياضي.