اليوم نلقي بالضوء على الدراسة التي أجريت عن الصحة النفسية في الأردن وشملت هذه الدراسة على ستة آلاف شخص من جميع محافظات الأردن وتعد نتائج تلك الدراسة مهمة جدا لأنها الأولى عن الصحة النفسية بالأردن.
ما أهمية وجود دراسة تعنى بالصحة النفسية؟
يقول الدكتور أحمد البواعنة “رئيس البرامج بالهيئة الدولية الطبية”، الأهتمام بالصحة النفسية هو إهتمام عالمي فبشكل عام تؤثر الصحة النفسية على الصحة العامة ولا يكون هناك صحة دون صحة نفسية ولكننا لسنا البلد الوحيد التي لا يتوفر فيها إحصائيات و أبحاث عن الصحة النفسية، تكمن أهمية وجود دراسات حول الصحة النفسية في إحتياجنا إلى بيانات وإحصائيات نبني عليها البرامج المستقبلية. ومن أهميتها أيضا معرفة اهتمامات الناس مثل ما هي البرامج المفضلة لديهم للعمل عليها وجعلها تستهدفهم بشكل أكبر ومعرفة البرامج التي يفضلوا الإنضمام إليها. لذا أجريت هذه الدراسة خلال نهاية العام الماضي وأعلنت نتائجها تحت رعاية سمو الأمير حسن الأسبوع الماضي بحضور معالي وزير الصحة.
ما هي أبرز النتائج التي حققتها الدراسة ؟
تابع “د. أحمد”، الحقيقة أن الدراسة حققت نتائج عدة على أثر من مستوى ومنها تحيد أكثر الأمراض النفسية الشائعة في المجتمع وهو مرض الإكتئاب والقلق الذي تصدر المرتبة الأولى. ويأتي في المرتبة الثانية مشاكل الأطفال النمائية ومشاكل التبول اللاإرادي بع إستبعاد من يعانون من أسباب فسيولوجية، ثم تأتي الأمراض الذهانية.
ما هي النسب والأرقام الخاصة بشيوع تلك الأمراض ؟
حاليا تم دمج الإكتئاب والقلق المرتبط بالإكتئاب سويا وكانت النسبة حوالي من 30% إلى 35 % من المرضى المترددين على العيادات النفسية يعانون من الإكتئاب والقلق.
إذا كانت هذه هي النسبة بين المترددين على العيادات النفسية فهل هناك وسيلة للحصول على النسبة بين الأشخاص الغير مترددين على العيادات النفسية ؟
• طبقا للإحصاء العالمي هناك شخص من كل أربع أشخاص قد يعاني من الإضطراب النفسي أي تقريبا ربع العالم.
تحدثنا عن المشاكل النفسية بشكل عام ولكن ما هي حجم المشاكل النفسية التي تعاني منها البلاد التي دخلت في حروب و أيضا مجتمعات اللاجئين وكيفية التكيف النفسي مع فكرة انتقالهم من بلد إلى أخرى؟
• طبقا الإحصاء العالمي ترتفع نسبة المشاكل و الإضطرابات النفسية بعد الحروب ويكون ذلك بسبب تعرضهم لتجارب مريرة مثل فقان أعزاء أو فقد فرد من أفراد الأسرة وأيضا فقد ممتلكاتهم من منزل أو سيارة و غيرها.ومن أكثر الأشياء تأثيرا هي فقد الروتين اليومي.
ومن أيجابيات نتائج هذه الدراسة وجود نسبة تتمتع بالمرونة النفسية فما هي تلك النسبة؟
• بشكل عام يميل الجميع إلى الخروج من الموقف الذي يعانون منه وهذا يكون من خلال التكيف الإيجابي أو السلبي.
• ومن خلال هذه الدراسة التي أجريت على أكثر من ستة ألاف شخص نجد |أن هناك أساليب للتكيف السلبي والإيجابي:
أساليب التكييف السلبي:
1. العنف الأسري والمجتمعي.
2. الشراهة للتدخين أو إدمان الكحل والمخدرات.
أساليب التكيف الإيجابي:
وهي مهمة جدا بشكل عام لمساعدة الجميع على الخروج من أزماتهم النفسية وليس فقط داخل مجتمعات اللجوء ومنها:
1. التمسك بالعبادات الدينية ( الروحانيات ) حيث أن الميل إلى الحياة الروحانية تجل الجميع يشعر بالراحة النفسية بغض النظر عن الديانة.
2. البحث عن شخص للتحدث معه ولأننا مجتمع يقدس الحياة الأسرية فغالبا يكون هذا الشخص هو فرد من أفراد الأسرة.
هل ما زالت الناس تنظر إلى المريض النفسي على أنه وصمة عار مما يجعلهم يخشون التحدث عن المرض النفسي ؟
للأسف نعم مازال الشعور والوصمة والعار صفة عامة للجميع،ويعد ذلك من المعيقات التي تعوق الحصول على العلاج. وقد لوحظ هذا على مستوى جميع المجتمعات ولن تتفاوت النسب.
وعلى العكس أيضا هناك من يرى أنه في إحتياج للعلاج النفسي ويرغب في الحصول على الخصوصية،فلذلك نوصي بالقائمين على الخدمات النفسية إحترام الخصوصية إلى أبعد حد.
ما مدى أنتشار هذه الخدمات النفسية في مجتمعنا؟
– أكد وزير الصحة على أهمية وجود الخدمات النفسية وكان أكثر الداعمين لها لكن هل البيئة الفسيولوجية المناسبة موجودة في العيادات المختصة؟ وهل القائمين على هذه الخدمات مدربين بشكل كافي على التعامل في إطار الحفاظ على الخصوصية؟ لذا تم وضع العديد من التوصيات لتصبح الخدمة النفسية إيجابية بشكل أكبر وأن يعلم الجميع بوجود تلك الخدمات موجودة وبخصوصية وقد لوحظ أن السيدات يفضلن الخصوصية إلى حد كبير عند التحدث عن مشاكلهن النفسية.
وفي حالة عدم وجود تلك الخصوصية قد نواجه مشاكل أكبر، وقد تتطور المشاكل النفسية إلى إضراب نفسي أو مرض نفسي أكبر.
ما عدد المراكز الصحية الموجود بها عيادات للصحة النفسية وما هي أماكنها ؟
• هناك إتفاقية بين الهيئة الطبية وبين وزارة الصحة من حوالي أربع سنوات تنص على ضرورة توفر فريق أو فريقين للخدمات النفسية داخل كل محافظة، ويتكون الفريق من طبيب نفسي،أخصائي نفسي و أخصائيين إجتماعيين وغيرهم وهم موجودون بالفعل داخل كل محافظة.