لقد تأخرت بالزواج، وكثير مِمَّن حولي يحدثوني عن أن هناك من عمل لي سحر -والعياذ بالله- وأن السحر موجود بالقرآن وهكذا، فماذا أفعل؟
الجواب
العقلية العلمية هي التي ترجع الظواهر إلى أسبابها العلمية بالاستناد إلى الأدلة والبراهين، وعقلية الخرافة هي التي لا ترجع الظواهر لأسبابها الحقيقية، وإنما ترجم بالغيب ولا تستند إلى البراهين.
وينبغي أن يكون المسلم صاحب عقلية علمية تؤهله لعبادة الله تعالى، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، ولا ينبغي له أن ينساق وراء عقلية الخرافة التي تقوم على الأوهام والظنون، ولا تستند إلى أدلة وبراهين، وقد كثر في زماننا هذا بين المسلمين شيوع عقلية الخرافة، وانتشر إرجاع أسباب تأخر الرزق وغير ذلك من ابتلاءات إلى السحر والحسد ونحو ذلك.
والصواب هو البحث في الأسباب المنطقية والحقيقية وراء هذه الظواهر ومحاولة التغلب عليها بقانون الأسباب الذي أقام الله عليه مصالح العباد، وعلى المسلم أن يستعين بالله في ذلك، كما ينبغي عليه أن يزيد من جانب الإيمان بالله والرضا بما قسمه الله له. ولا يعني هذا الكلام إنكار السحر والحسد، فإنه لا يسع مسلما أن ينكرهما فقد أخبرنا بوجودهما الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة، ولكن المنكر هو الإسراف في ذلك حتى غدا أغلب من يزعمون أنهم يعالجون من السحر من المدعين المشعوذين المرتزقة، وأغلب من يظنون أنهم من المسحورين هم من الموهومين.
وعلى كل حال من لم يجد مبررا منطقيا لما يحدث له، وغلب على ظنه أنه مسحور أو نحوه، فليتعامل مع ذلك بالرقى المباحة والتعوذ المشروع، كالفاتحة، والمعوذتين، والاستعاذات المأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو غير المأثورة التي لا تتعارض مع أدب الدعاء والذكر، والله تعالى أعلى وأعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية
هذه فتاوى أيضًا قد توَد قراءتها