واقِع الأُمَّةِ لا يخفى على أحد. فسادٌ عَقَدي واستبدادٌ سياسي، وتخلّفٌ اقتصادي، وتمزقٌ اجتماعي؛ مما يستدعي أن يتعاون المصلحون على تغيير هذا الواقع الماثِل الذي لا يرضي الله “عز وجل”. فإن أمة محمدٍ “صلى الله عليه وسلم” خير أمةٍ أُخِرجت للناس. اختصها الله “عز وجل” بخير كتابٍ أنزل، وبخير نبي أرسل، وشرع لها أكمل الشرائع، وجعلها وارِثة للنبيين والمرسلين. (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
ولكِن السؤال: كيف يكون الإصلاح؟
ما زال الكثيرون ينادون بالإصلاح. بل إن الأمم الأخرى تنادي بإصلاح أحوال هذه الأمة. لكن الإصلاح الذي يريدون إنما بوصفتهم هُم، وعلى أهوائهم هُم، لا انطلاقا من تعاليم ديننا ولا من هدي نبينا عليه الصلاة والسلام.
الإصلاح الذي ينشدونه إنما يقوم على أمرين أساسيين:
- أولهما الدعوة إلى الديمقراطية.
- والثاني الدعوة إلى التطبيع.
الديمقراطية التي ينادون لها ويسعون إلى تقريرها، ليست هي القائمة -كما هو عندهم- على أن يختار الناس من يحكمهم، وأن ينتقدوا من يحكمهم؛ وإنما الديموقراطية التي تأتي بأذنابهم وذيولهم ومن يحققون مصالحهم، فيقيمون الاقتصاد على ضَخّ الأموال في بنوكهم، وعلى إقرار الربا في بلاد المسلمين.
الإصلاح الثقافي بأن نكون تُبعا لهم فيما يحبون، فيما يكرهون، فيما يدعون. هذه هي الديمقراطية التي يريدها لنا أولئك.
أما إذا جاءت الديموقراطية لمن تشم فيه رائحة الإسلام أو من يتأمل فيه الناس أن يحكم بشريعة الإسلام، فإنه سرعان ما ينقلبون على هذه الديمقراطية.