ارتبطت قصة رحلة الإسراء والمعراج بالمسجد الأقصى. لماذا؟ حتى تبقى الأنظار مشدودة لذلك المكان. ولعل التاريخ يحدثنا إلى يومنا هذا عن كل الشدائد وعن كل المؤامرات وعن كل التحديات التي تُحيط بالمسجد الأقصى.
فهي مسألة قديمة ضارِبة في جذور التاريخ، وتمتد إلى يومنا هذا.
قضية حاضرة وصراع مستمر حول المسجد الأقصى.
في قضية المسجد الأقصى؛ وهنا أيها الأحبة، لا يخفى عليكم المؤامرات الراهنة التي تدور حول المسجد الأقصى في تغييب قضيته عن المسلمين. وإبعاد الناس عن هذا الموضوع وإشغالهم بأمور كثيرة:
تلاعب بالمناهج التعليمية التاريخية.
تغييب للحديث عن المسجد الأقصى في وسائل الإعلام وفي الندوات، إلا من رحم ربك.
تخويف الناس من طرح موضوع المسجد الأقصى.
محاولة تدجين العقول؛ بأنها قضية لا شأن لك بها أيها المسلم. هي قضية بعض أهل فلسطين، هذا شأنهم.
ليس الأمر كذلك. فقد رسخها الله ﷻ في القرآن الكريم. وكل مُنكر لأهمية المسجد الأقصى هو منكر للقرآن. بل إن الله ﷻ أعطانا معنى فيه توسُّع في موضوع المسجد الأقصى. (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَه).
دخلت فلسطين -كل فلسطين- ودخلت بلاد الشام، فهي بلاد مباركة، باركها الله ﷻ بنص القرآن الكريم؛ لها كينونتها ولها شأنها في حياة المسلمين.
ولذلك لا بد أن تكون العين على المسجد الأقصى. ولا بد أن تكون العين على المرابطين من أهلنا وإخواننا في القدس الشريف، وحول المسجد الأقصى.
ولعلنا جميعا نشاهد هذه المؤامرات والتنازلات وغَضّ الطرف عن كثير مما يحصل في العالم. الدول الكبرى التي تضيع قضية المسجد الأقصى والقدس الشريف.
في الإسراء لا يسعنا إلا أن نتكلم فيه، عن المسجد الأقصى وفي موضوع المسجد الأقصى. هذا جزء من فكرنا وثقافتنا وعقيدتنا وجهادنا وتاريخنا. هذا جزءٌ مما تختزنه هذه الأمة من مواقف المَجد، ومن مواقف العِز، ومن مواقف العطاء ومن مواقف التضحية من زمن سيدنا عمر “رضي الله عنه” إلى زمن سيدنا صلاح الدين الأيوبي “رضي الله عنه”. ومن جاء بين الرجلين الجبلين العظيمين من القادة العِظام، ومن جاء بعدهما من المضحين إلى يومنا هذا؛ على أسوار وأكناف وأعتاب المسجد الأقصى.
واطَّلع هنا أيضًا على: دروس من رحلة الإسراء والمعراج