أريد أن أنبه مسألة تسوية الصفوف في الصلاة. النبي ﷺ قال «لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم» والحديث في صحيح البخاري.
الشحناء التي تكون بين الناس من أسبابها عدم تسوية الصفوف.
وتسوية الصفوف أن يكون الإنسان منكبه في منكب أخيه، وقدمه في قدم أخيه. ما يجد ما يجعل فرجة يدخل الشيطان منها.
وقال النبي ﷺ «سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة».
فإقامة الصفوف هي من إقامة أو من تمام الصلاة.
ويكفي الصلاة سمو منزلة ورفعة مكانة أنها حلية الأتقياء ووصية الأنبياء. فللصلاة منزلتها السامية ومكانتها العالية في كل الشرائع السماوية، فهي من الميثاق المؤكد الذي أخذه الله عز وجل على الأمم السالفة، قال تعالى: ﴿وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة﴾.
وما ذلك إلا لأنها وصية الله عز وجل لجميع رسله وأممهم، فها هو إبراهيم الخليل -عليه السلام- يدعو ربه أن يجعله وأبناءه من مقيمي الصلاة فيقول: ﴿رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء﴾.
وخص إبراهيم -عليه السلام- الصلاة بالذكر حين أعـلن أنه أسكن ذريـته بمكة ليقيموا الصلاة، وتوسـل إلى الله عز وجل بها لعمارة بيته الحرام، وخصها بالذكر لأنها العبادة المشتملة على الذكر والشكر فقال: ﴿ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون﴾.
وأثنى الله عز وجل على إسماعيل – عليه السلام – فقال: ﴿وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا﴾.
وأمر الله عز وجل بها موسى – عليه السلام – في أول لحظات الوحي فقال سبحانه: ﴿وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى، إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري﴾.
وكانت من أوائل ما نطق به عيسى – عليه السلام- في مهده، معـلنا أن الله عز وجل أوصاه بها فقال: ﴿قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا﴾.