عباد الله؛ في هذه الأيام نجِد أخبارًا كثيرة عن أمراضٍ كثيرة. وكثير من الناس يحرص أن ينشر هذا الأمر. حسبُنا ألا ننشر. حسبنا أننا نقول كما قال النبي ﷺ «اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام».
فنستعيذ بالله ﷻ من سيء الأسقام. ويكون في اعتقادنا أنه لن يموت أحدٌ حتى يستوفي أجله. ﴿إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا﴾؛ أي: الأنفاس.
لو انتهت أنفاسك ستموت. بمرضٍ، بحادثٍ، على فراشِك، من غير شيء. ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾.
ولِذا فليس المسلم من يهلع هذا الهلع الذي نراه في النَّاس. بل المسلم على يقين بأمر الله ﷻ. خُذ الحذر ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ﴾. خذ الحذر، لكن لن يغني حذر من قدر. لو وقع القدر عمي البصر.
خُذ الحذر ولا سيما أنا أقول ذلك لمن ابتلي بالعمل في المستشفيات. أنتم على ثغر من هذه الثغور. أنتم تُمرضون المرضى. خذ حذرك ولكن لا يكن المرض دافِعًا لك أن تترك عملك. عملك الذي تعمل فيه خير. فلا تترك هذا الخير العميم.
النبي ﷺ قال «لا عدوى ولا طيرة»؛ كانوا يتطيرون. يأتي العربي الجاهِل إلى الطَّير، فيأتي إليها ويضع يده عليها، فتطير. فيقول: إن ذهبت جهة اليمين فخير وإن ذهبت جهة الشمال فشر. وهذا من جهل العربي القديم.
فقال النبي «ولا طيرة». وفي الحديث الآخر «الطِّيَرَةُ شِرْكٌ»؛ والطيرة هي التشاؤم.
وفي صحيح البخاري يقول النبي ﷺ «لا عدوى، ولا صفر، ولا هامة». فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال إبلي، تكون في الرمل كأنها الظباء، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها؟ فقال: «فمن أعدى الأول؟».
نأخذ الحذر لكن لا نهلع، ونصبر لقضاء الله. فإن ابتلي واحد منا بمرض مميت في بطنٍ أو في طعنٍ -طاعون- أو ما أشبه ذلك، فصبر عليه، فله الشهادة. فالإنسان ميت ميت. ما بقي في الخلد إلا إبليس. ﴿قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ | قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ﴾.
أما خير ولد آدم ﷺ، قال الله له ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾. حسبنا أن نموت على لا إله إلا الله.
ننطلق في أعمالنا، ننطلق في حياة ونتوكل على الله. لا نهلع، لا نجزع، لا نخاف. ما كان من الله ﷻ من قضاءٍ وقدر فسوف يأتينا خِفنا أو لم نخف.
نوصيك أيضًا بالاطلاع على: سبب نزول آية «ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب»