أقبلت نسائم رمضان، وارتفع دعاء المؤمنين وتضرعهم «اللهم بلغنا رمضان»، آملين ومؤملين أن يخفّف رمضان من هجيراء الحياة، وقسوة الأحداث، وتوالي النكسات.
وها نحن أيضاً، أيها القارئ الكريم، نفزع إلى نفحات رمضان؛ لنستعد لقدومه، ونتهيأ لاستقباله، بعيداً عن تناول الأحداث الكبرى التي مرّت وتمر بنا، دون أن نغفلها أو نتغافل عنها، بل نأخذ من رمضان العدة والقوة كي تستمر بنا الحياة، ونقاوم الظلم والقهر والطغيان والاستبداد، فقد علَّمنا رمضان على مدار التاريخ، أن انتصارات المسلمين الكبرى كانت في هذا الشهر العظيم، شهر الصبر والجهاد، شهر النصر والرحمات، شهر بدر الكبرى، وفتح مكة، وعين جالوت، والعاشر من رمضان.
إننا في رمضان نتعلم أن القوة كلها بيد الله، وأن النصر من عند الله، وأننا عندما نقر بفقرنا وذلنا وعجزنا بعد بذل كل طاقاتنا وتقديم كل ما نستطيع يتفضل الله تعالى بإنزال نصره وتأييده.
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى).
بقلم: د. عصام العريان