لا سبب للذعر. هكذا قالت الجمعية الأمريكية لطب المناطق الاستوائية بشأن انتشار مرض جدري القرود. لكن منظمة الصحة العالمية تعاملت بحذر أكبر وعقدت اجتماعًا طارئا بشأن تفشي المرض.
أُكتُشِف جدري القرود أواخر خمسينيات القرن الماضي واكتسب اسمه عندما رُصِد أول مرة في القِردة بمناطق غرب ووسط أفريقيا.
يتوطن المرض القارة الأفريقية؛ وتقول منظمة العالمية إنه أدى لوفاة ثمانية وخمسين شخصا في الكونغو الديموقراطية منذ يناير الماضي.
الجديد الآن والمثير للقلق أن أكثر من مائة حالةٍ سُجلت مؤخرا خارج أفريقيا. عشرات الحالات سُجلت في أسبانيا وحالات أخرى سُجلت في كل من إيطاليا والبرتغال والسويد وفرنسا وكندا والولايات المتحدة وأسترالياـ وبريطانيا التي اضطرت وزارة الصحة فيها إلى تطعيم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية بلقاح الجُدري الذي تقول منظمة الصحة العالمية أنه فعال بنسبة خمسة وثمانين بالمائة في مواجهة جدري القرود.
واقرأ هنا هن: جدري القرود: ما هو، أعراضه، سلالاته، احتياطات للوقاية منه
هل يستعد العالم لجائحةٍ جديدة؟
من غير الوارد بحسب مختصين أن يسبب فيروس جدري القرود وباء عالميا مثل كورونا. بالنظر لبساطة أعراضه التي تشمل الحمى والصداع والطفح الجلدي، وعادة ما تكون خفيفة.
فضلا عن أن انتشاره يحتاج لاتصال وثيقٍ بالمرضى؛ حيث يقول مختصون إنه ينتقل عن طريق اللعاب وإفرازات الأنف والطفح الجلدي الناتج عنه، وكذلك استخدام الأدوات المشتركة مثل الفراش والمناشف، إلى جانب العلاقات الجنسية والمثلية منها بوجهٍ خاص.
كفة التفاؤل لا تزال راجحة رغم تسلل فيروس جدري القرود خارج حاضنته التقليدية في أفريقيا. فهو نسخة معتدلة الأثر -وفق مختصين- من مرض الجدري الجلدي الذي قُضي عليه مطلع ثمن القرن الماضي.