أحاديث أشراط الساعة وأخبارها وما يكون بين يديها، من جملة العقيدة التي جاء بها نبينا ﷺ، ولهذا، يكون الاهتمام بها والنظر فيها والتوفر عليها، مهما للمسلم.
وقد تلاعب الشيطان بقوم اعتقدوا أن هذا الأمر لا قيمة له، بل ذهبوا مذهب التهمة لرسول الله ﷺ ولأئمة العلم بإشاعة السلبية والتواكل والخمول في الأمة. وحسبهم هذا شراً لو كانوا يعقلون. وإنما أوتي هؤلاء من قِبل جهلهم بمقاصد الأخبار، وتأثرهم بالنظرة المادية الطاغية في هذا العصر.
وأذكر لك هنا معنيين من مقاصد الخبر بأشراط الساعة، وهما:
- الدلالة الحسية على نبوة سيدنا محمد ﷺ، فهذه الأشراط تقوم عند مسلم زمانها مقام المعجزات الحسية التي حضرها الصحابة رضوان الله عليهم، ولا شك أن رؤية تحقق خبر من أخبار رسول الله ﷺ ولو بشكل عام، يزيد المسلم إيمانا، ويعزز فيه اليقين.
- تحصين المسلم عقديا وفكريا ونفسيا وسلوكيا عند حدوث هذه الأحداث وتحقق هذه الأشراط، فلا شك أن من يعلم بما سيقع من الوقائع العظيمة يكون مستعدا نفسيا لها، حتى إذا ما وقعت كان بمنأى عن صدمة حدوثها، وعرف كيف يتعامل معها لما معه من العلم النبوي بها.
فكما ترى، فإن الأمر يحمل صورة شفقة النبي الأعظم، ورحمته ورأفته بأمته كلما تطاول بهم الزمان، فنبينا ﷺ عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته. والله المسؤول أن يعصمنا من الفتن.
شكرًا أستاذ: نورالدين قوطيط.