(ما ذنب التي لم ترزق جمالا كبيرا؟) قلت: صيغة السؤال خطأ، وأدب الإسلام يمنع هذا السؤال..
- الإنسان (الرجل والمرأة) في الدنيا مبتلى بكل شيء، وفي ابتلاء أبدا، لأنه أساسا مخلوق في الدنيا للابتلاء والتكليف. ولهذا، فمن رُزق الجمال والمال والشهرة وغير ذلك، يكون أيضا مبتلى، مثل الذي حُرم الجمال والمال والشهرة وغير ذلك. فالدنيا دار فناء، والإنسان مخلوق للبقاء، ومصيره في عالم البقاء مرتبط بمدى طاعته واستقامته في عالم الفناء.
- بما أن الإنسان (الرجل والمرأة) مخلوق في الدنيا للتكليف (هل يلتزم بأحكام الشرع أم لا)، فإن المرأة الجميلة مبتلاة بالجمال، وحكمها الشرعي الشكر لهذه النعماء بعدم استعمالها في الفتنة والمعصية، كما أن المرأة التي حُرمت الجمال البارز مبتلاة بذلك، وحكمها الشرعي الصبر على هذا البلاء والرضى بما قسم الله ﷻ لها.
- قلت في أكثر من منشور سابق: الجمال لا يعني الأنوثة، لكن الأنوثة تعني الجمال، فكم من جميلة فقيرة الأنوثة، وكم من قليلة الجمال غنية الأنوثة. والرجل يحب الجمال في المرأة، ونظرة كل رجل للجمال تختلف لمجموعة من العناصر، لكن الرجل العاقل يحب الأنوثة في زوجته أكثر بكثير من حبه لجمالها، ولاشك أنه إذا اجتمع فيها الجمال والأنوثة كانت نعمة كبرى.
- جعل الله ﷻ معيار الأفضلية بين خلقه [الرجال والنساء] غير مرتبط بما يتعارفونه بينهم، من المظهر والشكل والمال والشهرة والسلطة والعرق واللون وغير ذلك، بل حصره في شيء واحد هو [التقوى]، والتقوى كلمة جامعة للإيمان والتوحيد والصلاح والاستقامة والطاعة وغير ذلك، فبقدر نصيب العبد [الرجل والمرأة] من التقوى يكون أفضل عند الله ممن هو دونه، حتى وإن كان هذا الذي دونه أفضل منها جمالا ومالا وسلطة وشهرة.. إلخ.
- حين نقول [رأس مال المرأة جمالها ومظهرها]، فهذا حكم الواقع، فلو أن امرأة أهملت العناية بمظهرها فلا شك أن زوجها ينفر منها نفورا قد يصل به إلى طلاقها. ثم إن المظهر كما سبق التنبيه، يختلف تقويمه من رجل لآخر، فكم من رجل يميل للرشيقة وإن كان جمال الوجه متواضعا، خصوصا إذا أضافت إلى رشاقة قوامها حلاوة المنطق وبشاشة المحيا وفنون الدلال والمهارة في جذب زوجها إليها بموافقته فيما يحب والبعد عما يكره.
كتب: نورالدين قوطيط