مع بداية الدخول المدرسي، من المفيد تذكير بعض الآباء حول مسألة المدارس الخصوصية، فقد ثبت بالأدلة الساطعة أن هذه المدارس إنما تبيع الوهم للآباء، فهي توهمهم أن أبناءهم بمجرد انتمائهم إلى مدرسة خصوصية سيكونون مفكرين عباقرة، وعلماء مبدعين، وسيجيدون اللغات التي تفتح لهم الآفاق!!
وبسبب هذا الوهم الكبير، والغاية المتخيٌَلة، تجد جمهورها عريضا من هؤلاء الآباء السذج يكادون يخنقون أنفسهم ماديا لأجل توفير النفقات المرهقة والرسوم المكلفة ليتفاخروا أن أبناءهم وبناتهم يدرسون في مدرسة خصوصية!! فكم من عامل أو موظف دخله ومرتبه لا يتجاوز الـ 4000 أو 5000 درهما (المغرب) ومع ذلك تراه يضغط على نفسه لاقتطاع 1000 أو 1500 درهما لنفقات المدرسة الخصوصية!!
هؤلاء الآباء المساكين -العجيب منهم موظفون وحملة شهادات جامعية- يتجاهلون مجموعة من الحقائق، من أهمها أن المقرر الدراسي اليوم، سواء في المدرسة العمومية أو المدرسة الخصوصية، لم يوضع لتحقيق التكوين العقدي والمعرفي والقيمي والأخلاقي للتلميذ، بل بالحري لتخريج أجيال مسطحة العقل، مادية الهوى، ضيقة الأفق، متمركزة حول الدنيا!
بقلم: نورالدين قوطيط