من أكثر ما رأيت في مبررات الأزواج حول الغفلة عن الاهتمام بالجانب العاطفي لدى الطرف الآخر ورفيق الدرب، قولهم: (نشأت في بيت لم أعرف فيه الحب والحنان وحلاوة الكلام). صحيح أن جو النشأة يؤثر على المرء، لكنه ليس مبررا، ولا يصح أن يكون كذلك. فلو ذهب المرء يبرر مواقفه بدعوى أنه لم يتعلم في بيت النشأة، لوجد نفسه بلا دين ولا مروءة ولا قدرة على العمل.
الاهتمام العاطفي بين الزوجين عنصر أساسي من جملة عناصر تحقق استقرار الحياة الزوجية والأسرية. نعم، لا نقول بأن يسمح الزوجان للأمر أن يتضخم في حسها حتى يصير شيئاً مقدساً، لأنهما سيقعان في مثالية جانحة لا يمكن أن تتحقق في الواقع، وهذا سيكون معول هدم في كيان زواجهما، ولكن، هذا أيضاً ليس مبرراً لعدم الاهتمام بهذا الجانب، لأن طبيعة النفس البشرية تتطلب إشباع هذا الجانب.
ما لا يدركه كثير من الأزواج، أن مكونات الحياة الزوجية “الجانب النفسي، الجانب العاطفي، الجانب الجنسي” مترابطة فيما بينها، ولا يمكن الفصل بينها، بإشباع جانب دون آخر، فلا يمكن أن تكون الحياة النفسية بين الزوجين مستقرة، في حين تكون الحياة العاطفية أو الجنسية متوترة، والعكس صحيح أيضاً. فلأجل هذا، جدير بالزوجين العاقلين العمل على تلبية مختلفة الاحتياجات وجميع الجوانب بينهما.
بقلم: نورالدين قوطيط