كشفت دراسة طريفة نشرها الموقع الإلكتروني لمجلة نيوزويك الأمريكية عن اختفاء الأماكن الهادئة الخالية من الضجيج في العالم، ما أدى إلى فقد الإنسان خاصية الاستمتاع بـ(الصمت). ويقول جوردن هامبتون المتخصص في العلاقات بين الكائنات الحية وبيئتها: “سيأتي اليوم الذي يحارب فيه الإنسان الضجيج مثلما يفعل الآن للقضاء على الكوليرا والطاعون”. وأضاف: “يفترض أن يكون الصمت من الأشياء التي يتم الحصول عليها دائما، خاصة في الأماكن البرية والحقول والغابات والبحار”.
وقام هامبتون خلال الأعوام الأخيرة بالدوران حول الأرض ثلاث مرات بحثا عن (بوصة واحدة مربعة من الصمت)، واستعان ببعض الأجهزة لتسجيل الأصوات في جميع قارات العالم على مستوى الطبيعة، مثل حركة أجنحة الفراشات وتغريد الطيور وذوبان الجليد وتدفق مياه الشلالات وضجيج حركة المرور. غير أن الشيء المهم الذي توصل إليه هو أن (الصمت أصبح من الأشياء المهددة بالانقراض).
ويعرّف هامبتون الصمت بأنه (الغياب الكامل لجميع الاهتزازات المسموعة وإخلاء الجو لأصوات الطبيعة كي يستمتع بها الإنسان).. وبموجب هذا التعريف، فقد اختفت تماما (أماكن الصمت) في العالم باستثناء بعض الأميال المربعة المتناثرة التي لا تخلو أحيانا من ضجيج طائرات عابرة.