العشرات كتبوا في تاريخ الفلسفة اليونانية، ولكنه الكتاب الأم لكل ما خط في العربية، دونه يوسف كرم وكأنه حاضر في أكاديمية أثينا مع أرسطو، يسجل نقاشاته هو وأفلاطون. في هذا الكتاب سوف تتعرف في عرض شامل وحقيقي وبلغة عربية آسرة على قصة وتاريخ الفلسفة اليونانية إذا كنت تريد أن تعرفها.
يوسف كرم يأتي كأحد كبار من كتبوا عن تاريخ الفلسفة الغربية عبر سلسلة من الكتب مثل تاريخ الفلسفة في العصر الوسيط وتاريخ الفلسفة الحديثة.
سيتحدث يوسف كرم عن كل شيء، وهو يشير إلى أنهم هم رجلان من قلبا تاريخ الفلسفة اليونانية، أرسطو وأفلاطون، فيتوسع في شرح أعمالهما ومنهجهما، يتحدث عن المنطق والجدل والأخلاق لأرسطو وعن الجمهورية الفاضلة ونظرية المثل لأفلاطون، لم تكن الفلسفة مقدسة في اليونان فلطالما كان الفلاسفة هم أعداء من لا يحبون التغيير، لذلك كان أرسطو وحده بحاجة لحماية ملك عظيم وهو فيليب من قبله ثم تلميذه الاسكندر.
ما يمكن إيجازه عن تاريخ الفلسفة اليونانية وبعيدا عن التمجيد أن تلك الأمة كانت ورغم كل ما ينسب إلى الفلاسفة اليونان من سرقات فكرية إلا أنها كانت تعيش ظاهرة صحية من الجدل لفترات طويلة، ساهمت في انتاج ذلك التراث الفكري العظيم، لم يتكرر إلا بعد ظهور المسلمين الأوائل، ولكنه بسبب القرآن الكريم لم يتناول القضايا الوجودية الكبرى، لذلك ظلت الفلسفة اليونانية وطوال التاريخ الإنساني هي مصدر التساؤلات الإنسانية، وآن لذلك أن يتغير.
كنت قد قرأت الكتاب منذ مدة طويلة، وها أنا أعود إليه كأنني أقرأه للمرة الأولى، فأحيانا تكون القراءة الثانية أو الثالثة هي الحقيقة !