من أساسيات توفر بيئة عمل منتجة ومثمرة هو وجود سعادة حقيقية في تلبية احتياجات الموظفين، والتي عادة ما تتم بالقدرة على خلق بيئة إيجابية والبحث عن حلول، وتطوير العلاقات بين الموظفين والمدراء كذلك.
كيف يمكن أن نكون سعداء أثناء فترة العمل؟
لا أحد يقدر على منح الإنسان السعادة سوى نفسه، فلا يجب أن نفكر في فكرة من الذي سيمنحنا السعادة، لأنه ليس هناك أحد قادر على منحنا السعادة بالحقيقة إلا أنفسنا، فكما يقول “أسامة الملا” مدرب التنمية البشرية أن أغلبنا يذهب إلى العمل وهو في حالة هم وكآبة؛ نتيجة التراكمات التي تكون بداخله من المنزل مثلاً، وكذلك يذهب إلى منزله وهو محمل بهموم العمل والمشاكل الوظيفية، فيؤدي ذلك بدوره إلى فقدان الشعور العام بالسعادة. فالحل هنا هو خلق القدرة على الفصل بين البيئات، فقبل أن ننتقل من بيئة وأخرى يجب أن نترك عذابات وهموم البيئة السابقة.
ويؤكد “الملا” على أن السعادة قرار، فمعظم الأشخاص غالباً ما ينسون النعم التي منحهم الله إياها، ويشغلون تفكيرهم فقط في المشاكل والهموم. ولكن إذا شغل الإنسان تفكيره في الموجود وحاول الاستمتاع به دون التكفير في المفقود، سيشعر بالسعادة بشكل كبير جداً، فمثلاً أغلب الناس يتناسون نعمة التنفس دون استخدام أجهزة، أو نعمة النوم الجيد، وغيرها الكثير.
ويضرب لنا “أسامة” مثالاً حياً على التفكير الايجابي، ذاكراً أنه في بداية حياته العملية، تم تعيينه معيداً من قبل الجامعة، ولكن المكتب الذي كان يعمل به كان عبارة عن مطبخ!. فبدلاً من أن يشغل تفكيره في المكان، بدأ في الاتفاق مع رفيقه في العمل على إنتاج بيئة عمل ممتازة.
كما يشير “مدرب التنمية البشرية” إلى أهمية تجديد روح العمل يومياً، دون انتظار مكافئات أو حوافز آخر السنة، فمثلاً من الممكن أن يحضر الموظف نبات معين، يضفي روح منعشة على بيئة العمل؛ فالاستمتاع بالأشياء الصغيرة هو السر وراء السعادة الحقيقية بالعمل.
اقرأ من موقع المزيد: كيف تتجنب الإحباط في العمل
ويضرب “أسامة” مثلاً مهماً على هذه الأشياء الصغيرة التي تسبب السعادة للموظفين، فيقول: أن هناك مدير شركة يعرفه شخصياً، كان لموظفي شركته احتياجات عديدة، ولكنه لم يكن يملك القدرة المادية على إمدادهم بما يحتاجونه، لكنه بدلاً من ذلك بدأ في مكافئتهم عن طريق إهدائهم قطعة من البسكويت يومياً، مما ساعد على خلق بيئة إيجابية بالعمل.