أصبح النجوم أو الأطفال الصغار لهم صفحات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث ربما يمتهنون عرض الأزياء أو عرض الإكسسوار وحتى في بعض الأوقات وجدناهم يعرضون المكياج.
نتحدث عن فاشينيستا الأطفال التي يعتبرها البعض حُمى تقتحم براءة الطفولة فيما يجدها آخرون وجهاً جميلاً يجلب شهرة مستقبلية ومالاً وفيراً.
كيف ترين ظاهرة فاشينيستا الأطفال؟
استهلت الدكتورة ” سامية ” الحديث قائلة: تعتبر فاشينيستا الأطفال دارجة بنسبة كبيرة في عصرنا الحالي ولكن لها العديد من السلبيات التي تؤثر على الأطفال بشكل زائد عن الحد لأنها تؤثر على شخصيتهم المستقبلية كما أن هذا أصبح أمر عالمي حيث هناك أكثر من بلد به فاشينيستا الأطفال.
هناك أحد الأمثلة في هذا الأمر وهي الطفلة ” سما الشوبكي” عارضة الأزياء ذات الخمس سنوات والتي بدأت بتصوير نفسها بصورة جميلة كما أن والدها ووالدتها يشجعونها على ذلك.
تروي والدتها وتقول: ” إنني اكتشفت موهبة سما عندما كان عمرها ثلاثة سنوات حيث أن لها وضعية تصوير جميلة وكنا نقوم بتصويرها في المنزل بالملابس الجديدة والجميلة ويراها الناس في الشارع مقبلين على التصوير معها نظراً لجمالها وطلتها الرائعة “.
أضافت ” عزة عباس” والدة سما الشوبكي: تظهر ” سما ” جميلة في صورها كالأجانب فحاولنا تطوير ذلك فيها وبدأنا في تعليمها وضعيات مختلفة عند التصوير وهذا الشيء لاقى إعجاب أناس كثر، كما أن سبب مساندتي لابنتي هو أنني أود أن أنقل صورة جميلة للناس من داخل غزة التي يراها البعض في الدمار والحرب فحسب.
أردفت الدكتورة ” سامية جبري “: بالنسبة للأطفال فهم يعيشون عمر معين يجب أن يعيشوه بكل تفاصيله وهو ما لا نراه في فاشينيستا الأطفال لأنهم يلبون مثل هذه الأمور للوصول إلى العالمية والشهرة الزائدة ولكن يجب على هؤلاء الأطفال عيش حياتهم الخاصة دون الاعتماد على تلبية حاجات المجتمع والأسرة على حساب حاجاتهم الشخصية مما يؤثر بشكل سلبي على طفولتهم وشخصيتهم فيما بعد.
الفرق بين أن يرى الطفل قيمته في نفسه وفي عيون الآخرين
من الجيد أن يأخذ الطفل قيمته التي يحبها من ذاته ومن الآخرين كذلك ولكن الأهم أن تكون من نفسه وأن يعمل الطفل ما يحبه سواء كانت موهبة أو شيء مهتم به يود أن يظهره للناس.
تكمن المشكلة عندما يبدأ الطفل بتقليد من حوله ومحاولته إرضاء من حوله دون العمل على إرضاء نفسه، وهنا تكمن المشكلة الأكبر ويؤثر ذلك على شخصيته فيما بعد.
وأضافت ” جبري “: هناك بعض الأهالي الذين يستغلون أطفالهم في فاشينيستا الأطفال لجلب بعض الأموال من جراء هذا الأمر وذلك بعض إدراجهم في عالم الشهرة مما يؤثر على الطفل نفسياً وسلوكياً حيث يمكن أن يتعرض للغرور والثقة بالنفس الزائدة عن الحد والتي تؤثر بشكل سلبي عليه لأنه يرى نفسه أهم إنسان في العالم وعند أهله ويرى ضرورة تلبية طلباته دوماً من الأهل وممن حوله.
إلى جانب ذلك، قد يتعرض الطفل الذي يدخل عالم الأزياء والشهرة إلى الأنانية وعدم المبالاة وعدم المسئولية كما أنه قد ينعزل عن الآخرين ويرى نفسه أنه أهم من غيره داخل المنزل ومحط أنظار الجميع طيلة الوقت مما يؤثر عليه بشكل سلبي بجانب أنه يصير أداة متحركة من جانب الأهل والمجتمع الذين يحاول دائماً هذا الطفل إرضائهم ويضغط على شخصيته لأنه يحاول إثبات وجود أشياء في شخصيته ليس لها وجود فيها من الأساس مما يزيد من صفاته التمثيلية غير الحقيقية في شخصية مثل هؤلاء الأطفال.
وأخيراً، يمكننا القول بأن خصوصية الأطفال المهتمين بالشهرة والأزياء ليست موجودة لأن الطفل طوال الوقت يعمل فقط على إظهار جوانب من حياته وما يقوم به وينجزه وما يقوم بشرائه أو بيعه إلخ إلخ.. مما يؤثر على شخصيته ونفسيته بشكل سلبي لأنه بهذا الفعل لا يكون له وجود حقيقي في المجتمع.