مرّ اليوم العالمي لحوادث الطرق مرور الكرام وكأن الضحايا الأردنيين الذي ماتوا وأصيبوا بالعاهات المستديمة أو جُرحوا ليسوا بشراً، وجاء التركيز فقط على قيمة الأضرار المادية التي تتكبدها البلد جراء حوادث السير!!، فكيف لنا أن نرفع من سوية السلامة المرورية بعد عام أو اثنين لنترحم على الذين ماتوا أو المصابين بسرعة الشفاء؟
ماذا عن اليوم العالمي لحوادث الطرق؟
ذكر الدكتور وفائي مسيس ” رئيس الجمعية الوطنية للوقاية من حوادث الطرق ” أن حوادث الطرق هي أمر يهم كل شخص وكل سائق وكل منزل لأنه يؤرق كل إنسان على الطريق.
لدينا يوم يسمى باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا حوادث الطرق وهو اليوم الذي قامت فيه سيدة بريطانية تُدعى بريجيت شودري سنة 1993 والتي كانت عضو في الجمعية البريطانية لسلامة الطرق بإحياء ذلك اليوم لضحايا حوادث الطرق حيث شعرت تلك السيدة بأن تلك الضحايا في ازدياد دائم وهم في نظرها كضحايا الحروب ومن ثم رأت أن هناك أهمية كبرى لتذكير الناس بهم والتشديد على حوادث الطرق، وبالفعل اعتُمد ذلك اليوم ليكون ثالث أحد من شهر نوفمبر من كل عام كما اعتماد هذا اليوم من قبل الأمم المتحدة عام 2005، وفي عام 2006 تم اعتماده من قبل منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي كيوم عالمي لضحايا الطرق – وفق ما ذكره المهندس وفائي مسيس.
يعتبر ضحايا الطرق مثل ضحايا الحروب حيث يومياً نرى قتيل أو قتيلين جراء تلك الحوادث وهو ما نراه جلياً على السوشيال ميديا والقنوات الإعلامية المختلفة.
هل يتم التواصل مع أهالي ضحايا حوادث الطرق في هذا اليوم؟
تقوم الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق بالاحتفال باليوم العالمي للمرور الذي نحتفل فيه في الأردن على الرغم من أن الأردن لم تُسجل نفسها بعد في هذا اليوم ونقوم في هذا اليوم بمناداة أشخاص قد توفي أبنائهم أو أهلهم جراء حوادث السير للاجتماع بهم ونعزيهم ونشعرهم بأننا لا نزال نقف معهم وندعهم دوماً في هذه الحياة كما أننا نزور هؤلاء الأشخاص من وقت لآخر.
إلى جانب ذلك، نرى العديد من الحكايات القاسية التي نرها جلية أمام أعيننا دوماً في المستشفيات جراء حوادث السير أو حوادث الطرق المختلفة وآخرها ما روته لي أحد الطبيبات عندما اصدم شاب بحادث سير ودخل عليه والده ليقول له الابن قبل وفاته ” ماذا فعلت بي يا والدي؟ “، وهذه المقاسي الصعبة على الأهل والأم والأب والإخوان هي ما تجعل الجمعية الوطنية للوقاية من حوادث الطرق في تواصل مستمر مع أهالي حوادث السير أو الطرق لأن تلك الحوادث تغير كل مجاري العائلة.
ما هي أسباب حوادث الطرق وكيفية معالجتها؟
كما سبق الذكر، هناك أهمية كبرى للالتزام بمعايير السلامة المرورية حتى نتجنب حوادث الطرق قدر الإمكان كما يجب أن تكون طرقنا آمنة هذا إلى جانب التوعية المرورية للسائق والمواطن بشكل عام وهذا يعتبر دورنا في الجمعية الوطنية للوقاية من حوادث الطرق ودور الإعلام في إيصال المعلومة الصحيحة للمواطنين.
أما عن الأطفال فلابد لنا من إعطائهم المعلومات الصحيحة حتى يتمكنوا من القيادة الصحيحة معتمدين على أخذ توعية مرورية سليمة من الجهات المختصة.
يأتي بعد ذلك دور تطبيق قوانين المرور حيث أن قطع الإشارة الضوئية كما أراه يجب أن نصف فيه السائق بأنه قاتل وليس سائق ومن ثم لابد من تطبيق مخالفة على هذا السائق لا تقل عن 500 دينار وتُسحب رخصته على الفور ثم يستوجب على هذا السائق أخذ دورة في المعهد المروري الذي يهتم فقط بإعطاء دورات تدريبية للمخالفين، ومن ثم نصل إلى معيار سلامة مرورية أعلى في الأردن.
ما هو دور الهواتف النقالة في زيادة أعداد وفيات حوادث الطرق؟
إنني أفاجئ في هذه الأيام من أن أغلبية السائقين على الطرق يستخدمون الهواتف النقالة أثناء قيادتهم السيارة أو المركبة، كما أن الأدهى في الأمر أنهم لا يستخدمون تلك الهواتف ليس فقط للحديث وإنما في أغراض أخرى كإرسال بعض الرسائل أو تصفح لبعض مواقع الإنترنت مما يستدعي منا التركيز بشكل أكبر وأخذ جزء أكبر من مساحة العقل أثناء القيادة على بعض الطرق الخطيرة كالطريق الصحراوي الذي يشهد العديد من الحوادث القاتلة إن جاز التعبير.
وأخيراً، لابد من منع التحدث في الهواتف النقالة أثناء القيادة وفي حالة قيام السائق بهذه المخالفة يجب أن يتم عقابه بأقسى العقوبات المرورية خاصة عند تكرار هذه المخالفة أكثر من مرة، لذلك تقوم مديرية الأمن العام الآن بعمل حملة قائمة تعمل على حصر مخالفات الهواتف النقالة ومن ثم معاقبتهم بأقسى العقوبات.