من فَضل وبركة برّ الوالدين أن يُضيءُ الله لك نورًا، هذا النور يُطفئُ لك ظلماتٌ في الدنيا، كظلمات المخاوف، أذى الآخرين والشياطين، الحَسد من الناس. فضلاً عن ظلمات يوم القيامة.
برّ الوالدين
يقول النبي ﷺ، في حديث شريف رواه الطّبراني “احفظ ود أبيك لا تقطعه فيطفئ الله نورك”.
فإذا قطعت وُدّ أبوك أطفأ الله نورك، يرى الناس وجهك مُظلِم. تتخبَّط في حياتك لا تجِد بركة.
وبركَة البِرّ أن أن ترى هذا النّور. ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة، في صحيح مُسلِم، يقول ﷺ “رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ”.
أبوك وأمك أحياء، وهم بركة الدنيا، الجنة تحت قدم الأم، والأب أوسط أبواب الجنة. ومع ذلك لا تَجِدُ بركة أبويك!
كان أبيك سببًا في وجودك، بعد الله -الخالِق-، وكانت أُمّك سببًا في حفظِك ورعايتِك، بعد الله -الحليم-، وفي النهاية -كما يُقال بالعامّيَة- تجحد فعلهُما، عطائهُما وأثرهُما.
فالبركة الحقيقية أن تجِد برًا من آبائك.
وفي حديثٍ لأنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: “لا يلج حائط القدس مدمن الخمر، ولا العاق [لوالديه]، ولا المنان عطاءه”. يعني كأنّه لا يمكن أن يفتح على يدك شيء.
هذه حقيقة البركة
فلِمن يرغب في الدخول بتجارةٍ ما، فليَبرّ أبويه.
هُناك عشرات من رجال الأعمال وكبار المسئولين في البلاد من حولنا، تجِد أن سِرّ توفيق أكثرهم هو البِر بأبويهم لأنهم صدقوا مع البرّ.
يقول الله -تعالى- في القرآن الكريم “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ”. وقد سمّاهُ -عزّ وجل- “ذُل”، مع أن الإنسان مأمور بالاعتزاز، إلا في هذا الموطن، عند أبويك تكون ذليلا.
ويقول -جلّ وعلا- أيضًا “وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا” ثُم قال -البَرّ الرحيم- “أَنِ اشكر لِي وَلِوَالِدَيْكَ”.