نتكلم الآن عن بعض دروس رحلة الإسراء والمعراج التي أنعم الخالق جلَّ وعلا بها على الحبيب محمد ﷺ. تلك الحادثة في تلك الليلة التي لطالما سيتذكرها التاريخ الإسلامي لما فيها من دروس وعِبَر عظيمة.
وسنُسلِّط الضوء الآن على درسين وعِبرَتين من هذه الرحلة في مقالنا.
تثبيت فؤاد النبي ﷺ
ومسح كل الآلام والأحزان والتعب عن قلب ونفسه بما يرى من آيات الله، أن لا يحزنك يا رسول الله ما تلاقي من هؤلاء الأشقياء، واصعد لترى قدرُك أنت في السماوات وفي الملأ الأعلى.. وقد كان.
فقد رأى النبي ﷺ احتفاءً به فوق الوصف. فتأمَّل كيف يكون إكرام الضيف إذا كان المضيف هو مولانا الكريم سبحانه الغني القدير. وضَيْفه هو الرسول ﷺ.
يقول د. أحمد نوفل أنه يجب أن فهم أولا رِفعَت قدر وشأن النبي ﷺ. ومع هذا يظل في مقام العبودية. فقد وصل لأعلى مراتب الشرف، ولكن عبدًا لله -تعالى-.
ولذلك، فلم يقُل الله -الحكيم- سبحان الذي أسرى برسوله أو بنبيه أو بالمختار أو بالمصطفى. بل قال جلَّ شأنُه “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ”.
بمعنى، أنه مهما ارتقى هذا النبي -وقد كان- ومع هذا لا يتجاوز ولا يغادر منزلة ومقام العبودية بأي حال من الأحوال.
فهذه أشرف منزلة يمكن أن يرقى إليها الخلق، وهي العبودية.
ومـما زادني شـرفـاً وتـيــهـاً
وكدت بأخمصي أطأ الـثريادخولي تحت قولك يا عبادي
وأن صـيَّرت أحمد لي نـبيـا
قدر المسجد الأقصى
هذا من مراكز البركة والقادسية في الأرض، والأقصى هو أقدَسُ ما في فلسطين وأكثر بركة في مكان في العالم سوى في الحرمين الشريفين.
وقد ركَّز القران على الأقصى وقدسيته وبركته، اكثر من أي مكان آخر.
فقد وصف الله تعالى هذه الأرض بأنها مباركةً للعالمين، وليس فلسطين وحدها.