عندما أراد الله أن يصطفي نبيه عليه الصلاة والسلام هَيَّأهُ للنبوة بالتفكُّر؛ ولذلك، فإذا أردت أن يبعد الله عنك الحزن والضيق والاكتئاب، وأن تكون مُتفائِلا؛ فارتبط بالله وخفف من إيقاع صراعك مع الخلق.
الخلوة بالله في عالم صاخِب
هناك اجتماعات، ذهاب، كلام، جلسات، إنترنت.. مع كُلِّ هذا؛ متى تخلوا بربك؟
ولذلك؛ في آخر الليل خلوة، وقبل الفجر استغفار “وبالأسحار هم يستغفرون” ~ الآية ١٨ من سورة الذاريات.
وكذلك؛ التبكير إلى الجمعة، الجلوس بين العشاءين، خلوه التبكير لصلاة الفريضة، قراءة القرآن.. كل هذه خلوات مع الله -تعالى-.
وكلما زادت خلواتك بربك اجتمع عليك قلبك، وصار مخبتًا منيبًا متفكرا.
النبي ﷺ
حبيبنا ﷺ كان يمكُث في الخلوة شهرًا كاملا، ثم يذهب يتعاهد أهله، ويسال عن حالهم؛ ثم يأخذ زاده ويعود إلى الغار.
وقد استطاع النبي ﷺ أن يستمتع بالغار لأن البيئة التي كانت حوله كانت مشركة، ولأن الكعبة حولها الأصنام، ولم يكُن هناك عصبة مؤمنة يجتمع معها.
وبعد أن نُبِّه وصار نبيّ لم يأمره الله أن يخلو بنفسه، بل قال “واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه” ~ الآية ٢٨ من سورة الكهف.
عبادة الحياء من الله
أكثر من وقت الخلوة مع الله -جل وعلا-؛ فلن يضيق عبدٌ ولا يكتئب ولا يحزن وهو يكثر الخلوة بربه؛ ثم يتذكر نعمه التي نزلت ثم يقارنها بتقصيره الذي ارتفع؛ فيتولد من ارتفاع التقصير ونزول النعام عبادة هي عبادة الحياء من الله.