ما أجمل -ونحن لم ندخل بعد رمضان- أن نخطط لرمضان. كم مرة تريد أن تختم القرآن؟ ما قدر المال الذي تريد أن تتصدَّق به؟ كم صائِم تُريد أن تُفطِّر؟ كَم رحِم تُريد أن تزور؟ كم ستُصلي من الليل؟ كم ستُسبِّح وتستغفر؟ ما جدول الأذكار اليومية لك في كل يومٍ وليلة في شهر رمضان؟.. وهكذا!
ضع خطتك للعبادة في شهر رمضان
دَعني أسألك لتكون هذه النقاط ركائِز الخُطَّة:
- هل من أهدافك أن تجلس بعد كل صلاة فَجْرٍ حتى ترتفع الشمس كل يوم؟
- هل أنت مِمن سيُصلي العصر ولا يعود للبيت إلا قُبيل المغرب؟
- هل أنت ممن سيُصلي المغرب ثم ينتظر إلى العشاء فيُصلي قيام الليل؟
هذه قرارات يجب أن تكتبها على نفسك، وتوصي أبنائك بها.
كيف يكون التخطيط الجيد في رمضان
مثال: أنا أريد أن أختِم في كل ثلاثٍ مرة؛ سيكون السؤال: وذلك يكون ذلك؟
سيكون ذلك بأن تقرأ من القرآن في كل يومٍ خمس ساعات. بعد الفجر ساعة، وقبل الظهر ساعة، وبعد العصر ساعتين، وبعد العشاء والتراويح ساعة. ها هي الخمس ساعات.
وهكذا؛ ضَع خُطّةً، فإن التخطيط لرمضان، حتى لو لم تصل الى الهدف الأسمى، فإنك ستنال أجرًا عظيما لكونك حريص على كل الوقت أن تتعبَّد وتذكر الله وتقرأ القرآن وتعتكف وتصلي. ويُذهِب عنك الله -تعالى- الضيق والهم والحزن.
أحد الشباب يقول لأبيه: أنا أريد أن أختم القرآن الكريم في كل يوم مرَّة. قال: يا بني، من يختم في كل يوم مرَّة فلابد أن يقرأ من ١١ الى ١٢ ساعة كل يوم، لكن ما رأيك أن تختم في كل ثلاثٍ مرة؟ قال: أستطيع أقل.
قال فختمتُ من فضل الله ١٥ ختمة؛ ووالدي ختم عشر، وأمي ختمت سبع.
تأمَّل هذه البيوت وهذا التواصِ على البر. فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك؛ وبلِّغنا اللهم ليلة القدر وارزقنا قيامها.