أيها المسلمون؛ هذه الأيام هي أيام الذكر. الذكر عمومًا؛ والذكر الخاص الذي قال فيه -عليه الصلاة والسلام- (أكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل) يقصد العشر الأوائِل من ذي الحجة.
وكان من شأنه –عليه الصلاة والسلام– أن يُكثِر أيضًا من قول (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله؛ والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد).
وكان الصحابة يُكثِرون الذكر ويخصّون هذه بمزيد حِرص ~ أي الأوائِل من ذي الحجة.
كان ابن عمر وأبو هريرة وغيرهم يمشون في الأسواق في هذه الأيام في قضاء حاجاتهم ويكثرون من هذا التكبير، فيسمعهم الناس فيكبرون بتكبيرهم.
وأنت تلحَظ هذا؛ لو دخلت سوقًا أو بقالة أو مشيت في مكان، فرفعت صوتك -بشكل يسير- بهذا الذكر لتُسمِع من حولك، تجد أنهم يتذكرون هذه السُّنّة ويفعلون مِثلَك.
وكان عمر -رضي الله عنه- يُبَكِّر إلى الحج، فيعتمر في أول ذي الحجة، ويبقى عشر ذي الحجة في مِنى في خيمته؛ فكان في داخِل خيمة يرفع صوته بالتكبير؛ فيسمعه من يمُر بالخيمة فيكبر، حتى يسمعه من وراءه فيُكبِّر؛ فكنت إذا مررت بمِنى في ذلك الحين تجد أن مِنى ترتجُ تكبيرا.
فالله الله أيها المسلمون بالإكثار من مِثل ذلك؛ خاصة في هذه الأيام المباركة لعل الله تعالى أن يختمها لنا ولكم جميعا بالخيرات والصالحات.