وسنبدأ هنا بالفِعل في طرح الأنقى؛ إنه كلام جميل عن الحب والعِشق؛ كُتِب من حروف عذبة وأحاسيس ومشاعر صادِقة؛ أعذب. ويأتيكم بعنوان: ولادتي كنهايتي.
كم تساءلت.. هل بإمكان حبه.. أن يكون زادي ومشربي وحريتي؟؟
أنا الغريبة القادمة من حقول الزيزفون.. من مواسم الحب النورانية
مع ريح الشوق الدافئة.. احمل مفاتيح الطلاسم البابلية.. والتعاويذ
الفرعونية.. وأجيد التحصن من شرور النفاثات في العقد.. من سهام
الطرف ترمى بالحسد.. أحمل إذن إقامتي في دوح الخمائل.. وإجازة
اشتعال الأشواق.. وتأشيرة المرور فوق ندى الورود.. وتصريح
اللاهجود ليلا.. ورشف كؤوس الطلا من عيون القرى
درجة شرف، منحتها لي سلطات حبي الرسمية!!
أحب ببساطة.. كما أتنفس.. ودون أن أدري.. امنح عطر ورودي
من سلال مودتي..
أيها الرجل الأسطوري المصاب بلهاثه خلف السراب!!
استعصيت كل مفاتيحي لولوج رتاج قلبك.. وأنت تطارد غزالة
مسورة بقلاع وحصن ألأنا وتأبى عينيك ان لا ترى سوى
وهم الصور.. وان لا ينطلق لسانك إلا بترديد اسمها، اسم بلا روح..
يا وجه الصحراء الأسمر!! حبك غامضا.. حبيسا في كهوف المجهول
ومنذ عصور وحقب بالية!!
تنور ذاكرتي المحفور على صوان مسلة الآلام.. يتقد بتوافد الذكريات
فحين أعلن حبي صوته عاليا بالشكوى.. عجت الانتفاضات
والصراعات الروحية لتخرس الحق..
أنت يا من انتفضت عليّ وعزمت قتلي بنوبة كلامك..
وقطع صلتك بالغرباء..
ألستُ أنا ذلك التعبير المرتجف رقة.. المنحني اليك.. لتشرب
الود من لمى ريان شفاهي.. ألستُ من خلف لك ارث مشاعري
واحاسيسي ووجدي.. لتُسعد معها.. اعتصرت ُ مواجع زمني
شربة روحي الكافورية.. بكأس قلبي البلورية، أسقيكها لذة
وانا وحيدة.. ارقبكما باحتراقي واسى ليل عذابي..
ها انا.. تحفزت ُ للوثوب نحو الفناء.. تحويني رهبة القبر..
وانتما تواريان التراب على رفاتي..
ارحل أيها الحبيب.. اذهب اليها.. كن معها
وكما قلت َ لي: (من دخل القلب يصعب الخروج منه)
سأغمضُ عيني عن رؤية ما لا يستحق أن أره.
هذا كلام جميل عن الحب؛ كتبته: نبض ودموع