قد زارنا المولود الجديد وألف مبروك.. هذه هي الحياة؛ يولد قوم ويموت آخرون وهذه هي سنة الحياة.. آه من معاناة الحياة ثم آه لو يعلم المولود ما في هذه الحياة من تعب ونصب وحلو ومر لما فضل أن يخرج الى هذه الدنيا الدنيئة التي لا تساوي عند الله -عزو جل- جناح بعوضة.
هذه الدنيا.. نكابر فيها ونغضب ونزعل.. ونؤذي هذا ونشتم هذا ونسب هذا ونستحل مال هذا؛ وآخرتها كما قال تعالى (كما بدأكم تعودون).
خرجت من رحم أمك لهذه الحياة لتعمل صالحا ليس إلا كما قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) الآية.. نعم لم يخلق ربك للعب واللهو والانشغال عن طاعته؛ بل خلقك لتقوم بعبادته بما أمر رسوله -صلى الله عليه وسلم- ونهى.
هذه هي الحياة صغارا رضع في بداية أمرنا ومن ثم أطفال يافعون في السن ومن ثم شباب مراهقون ومن ثم شيوخًا طاعنون في السن.. هذه هي مراحل حياة بني آدم الذي كرمه الله -عز وجل- بالعقل والدين والتقوى.
نعم هذه هي حياتنا بعدها سنرتحل من هذه الحياة الى الحياة البرزخية، وهي حياة القبر بين منكر ونكير وأسئلتهم التي لابد علينا أن نلقي لها جوابا كافيا شافيا.. اللهم أعِذنا من عذاب القبر حينما يصك على أضلاعنا ومن فوق الأرض يسمع فرقعتها. نعم سنكون بين متر ومتر وبين لحد موجهة إلى قبلة رب السماوات والأرض.. هذه هي الحياة العمل الصالح والأخلاق الحسنة.