لو سمحت انا متزوج، وهناك مشاكل مع أهل زوجتي؛ وهم متوعدين يؤذونني ويضروني بالسحر والأعمال الخبيثة أو يموتوني به؛
وأنا أريد أن أُحصّن نفسي من السحر والأعمال؛ أرجو المساعدة.
الـجـــواب
الإنسان الذي يحافظ على ذكر الله يعصمه الله من كل مكروه، وقد جاء الوعد بالحفظ للذاكر من كل مكروه من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات، فيضره شيء)) أخرجه الترمذي في سننه.
وقد ذكر الشيخ تقي الدين محمد بن عبد الله الشبلي الدمشقي الحنفي عشرة حروز يحترز بها من أذية الجن، فقال في “آكام المرجان في أحكام الجان” (ص146، 147،148): [الباب السادس والأربعون فيما يعصم به من الجن ويستدفع به شرهم وذلك في عشر حروز:
أحدها
الاستعاذة بالله منه، قال الله تعالى: {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} وفي موضع آخر {وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم} وفي الصحيح أن رجلين استبا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أحمر وجه أحدهما، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ((إني لأعلم كلم لو قالها لذهب عنه ما يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)).
الثاني
قراءة المعوذتين، روى الترمذي من حديث الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلت أخذ بهما، وترك ما سواهما” قال الترمذي: هو حديث حسن غريب.
الثالث
قراءة آية الكرسي، ففي الصحيح من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظ زكاة رمضان، فآتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر الحديث، فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((صدقك، وهو كذوب، ذاك شيطان)).
الرابع
قراءة سورة البقرة، ففي الصحيح من حديث سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تجعلوا بيوتكم قبورا، وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يقربه الشيطان)).
الخامس
خاتمة سورة البقرة، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه))، وروى الترمذي من حديث النعمان بن بشير عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان)).
السادس
أول سورة حم المؤمن إلى قوله {إليه المصير} مع آية الكرسي، ففي الترمذي من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة عن زرارة بن مصعب عن سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من قرأ حم المؤمن إلى قوله {إليه المصير} وآية الكرسي حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرآهما حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح)) وعبد الرحمن المليكي، وإن كان قد تكلم فيه من قبل حفظه فالحديث له شواهد في قراءة آية الكرسي.
السابع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، ففي الصحيح من حديث سمرة مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
الثامن
كثرة ذكر الله -عز وجل-، ففي الترمذي من حديث الحارث الأشعري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا -عليه السلام- بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل ان يعملوا بها وأنه كاد أن يبطئ بها، قال عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرهم وإما أن آمرهم، فقال يحيى -عليه السلام-: أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب، فجمع الناس في بيت المقدس، فامتلأ، فقعدوا على الشرف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات ان أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن، أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن مثل من اشرك بالله كمثل رجل أشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلى فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك وإن الله آمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله تعالى ينصب وجهه بوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك وكلهم يعجب أو يعجبه ريحها فإن ريح الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أمسكوه فأوثقوا يده إلى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال أنا أفديه منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وأمركم أن تذكروا الله تعالى فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى أتى على حصن حصين فأحرس نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس الله تعالى أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ومن دعا دعوى الجاهلية فإنه من جثا جهنم فقال رجل يا رسول الله وإن صام وصلى قال وإن صام وصلى فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وقال البخاري الحارث الأشعري له صحبة وله غير هذا … الحديث.
التاسع
الوضوء والصلاة، وهما من أعظم ما يتحرز به لا سيما عند ثوران قوة الغضب والشهوة، فإنها نار تغلي في قلب ابن آدم، كما روى الترمذي وغيره من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ألا وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم أما رأيتم إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشيء من ذلك فليلصق في الأرض وفي أثر آخر أن الشيطان خلق من نار وانما تطفئ النار بالماء))، وفي السنن قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان من النار وإنما تطفئ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)).
العاشر
إمساك فضول النظر والكلام والطعام ومخالطة الناس، فإن الشيطان إنما يتسلط على ابن آدم من هذه الأبواب الأربعة، ففي مسند الإمام أحمد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن غض بصره لله عز وجل أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه))، والله تعالى أعلم].
المصدر: دار الإفتاء المصرية.