مدينة فاس، العاصمة العلمية للمغرب، وواحدة من أشهر المدن في العالم الإسلامي، اشتهرت بمساجدها المائة وتسع وعشرون، والتى يزيد عمرها على الإثني عشر قرنا موزعة بانتظام داخل مدينتها القديمة، بشكل يجعلك كلما ابتعدت عن إحداها اقتربت من الأخر.
• مساجد تاريخية تحكي قصة حضارة أمم وتاريخ دول تعاقبت على حكم المغرب، إنها صروح دينية وعلمية وحضارية، تعكس إبداع الفن المعماري الذي يجمع بين ثقافات وحضارات مختلفة برمزية عمرانية يجتمع فيها الإبداع العربي والأندلسي والإسلامي.
• تقول الدكتورة إلهام بوغازة “رئيس جمعية أم البنين للثقافة والتربية”: تعد مدينة فاس مدينة عريقة تمتد على ما يزيد عن 12 قرناً وتضم عدد كبير من المساجد، جوامع لعلّ أعرقها وأعظمها جامع القروين الذي يعتبر منارة للعلم والعلماء، شيدته فاطمة الفهرية ليُعد نموذجا لجمال (المغربية العالمة، والتى ساهمت فى تكوين مجموعة من الأجيال فى شتى المجالات.
• وتتميز المساجد العتيقة لفاس بطرازها الفني الفريد الذي يلخص قيمتها المعمارية الإسلامية وهندستها وأنماط زخارفها التي تحافظ على الإسلوب التقليدي فى بناء القباب والصوامع والمآذن وجمال شُرفاتها وحدائقها ونافوراتها (نوافيرها أصح لغوياً).
• إنها صروح دينية وعلمية ينبع العلم من صدور أهلها كما ينبع الماء من حيطانها، إلى الحد الذي جعل كثيرا من أهل الفكر يقولون فى حقها : إذا ولد العلم بالمدينة، وربِّـي بمكة، وطحن بمصر؛ فإنه غُربل بفاس داخل مساجدها التي كانت وعلى امتداد قرون منارة علمية تدرِّس مختلف العلوم ؛ بل كانت سباقة الى كثير منها.
وشكلت كراسي العلم المُقامة بمساجد فاس أندية لصُناع وتجار وفلاحين يحضرونها بعد صلاة الصبح للدراسة والتعليم قبل استقبال عملهم اليومي الذي يفرغون منه بعد صلاة المغرب، ليعودوا اليها. ويُحكى أن أهل فاس لا يرضون أن يكون بينهم أُمِيّ لا يجيد الكتابة والقراءة، وتعتبر جامعة القرويين مؤسسة تعليمية لجامع القرويين التى بنتها أم البنين فاطمة الفهرية عام 245 هجريا، أقدم جامعة أنشئت في العالم على الإطلاق، والتي دخلت موسوعة جينس للأرقام القياسية ومازالت حتى اليوم مركز للنشاط الفكري والثقافي والديني.
تقرير: قناة الغد.