يتحدث الدكتور زكريا خليل “استشاري أمراض القلب والقسطرة العلاجية” عن أول مستشفى بالشرق الأوسط يحصل على الإعتمادية الدولية المشتركة في مجال علاج أمراض القلب ولها تخصصين: الجلطة القلبية، وضعف عضلة القلب.
وبسؤاله، المستشفى التخصصي مستشفى عريق جدا منذ أكثر من 25 سنة خبرة، ولكن ما الذي شجع على التقدم للحصول على هذه الشهادة ؟ لمدة عامين في انتظار تلك الشهادة؟ وما اهمية حصول المستشفى التخصصي على تلك الشهادة وما هي موقعها على خارطة السياحة العلاجية ؟. فقال، بداية المستشفى التخصصي حصل على الجي سي آي اكثر من مرة كمستشفى عامل، لكن كمستشفى ذات قسم خاص بالقلب (مركز متميز القلب) هوما دفعنا للتفكير في هذا الموضوع لخطورة أمراض القلب؛ لأن نسبة جلطات القلب الوفاة منها مرتفعة، وقصورعضلة القلب ودخول المرضى للمستشفى بشكل متكرر دفع المستشفى التخصصيي للتفكير في تلك الامور.
الأسباب:
1. وجود عدد مراجعين كبير لأمراض القلب.
2. وجود بنية تحتية قوية لدينا في المستشفى التخصصي.
3. وجود ثلاث أقسام قسطرة و أحدهم يمكن أن يحول إلى قسم لعمليات القلب المفتوح مباشرة.
4. وجود أكبرعدد أسرّة من أسرة ال سي سي والعناية المتوسطة في القطاع الخاص بالمستشفى التخصصي كأكبر عدد من الأسرة للعناية الحثيثة (المركزة).
5. وجود خبرة عالية من الكوادر، قمنا بدراسة منذ عامين على (وصول مريض بالجلطة القلبية الحادة من قسم الطوارئ إلى قسم القسطرة وفتح الشرايين) وجدنا أن أرقامنا تضاهي أفضل أربع أو خمس دول في العالم (من بداية دخول المريض قسم الطوارئ إلى صعوده لقسم القسطرة ويعاد فتح الشريان ونهاية الجلطة).
كم كانت المدة ؟
كانت تتراوح بين 30 – 45 دقيقة منذ وصوله باب المستشفى وأخذ رقم.
المميز في التخصصي أن المؤسسة الطبية عريقة في نظام الكمبيوتر، بمجرد دخول المريض يُعطى رقم، فتكون الدراسة دقيقة جدا؛ أي أن يتم تسجيل زمن دخول المريض بدقة، هذا الوقت ما بين جلوسه مع الممرض وعرضه على الطبيب ويصعد الآي سي يو ويصل إلى القسطرة وفتح الشريان في خلال 30 – 45 دقيقة، هذا الرقم شجعنا لطلب هذه الدراسة.
وما شجعنا أكثر خطورة المرض نفسه؛ لأن أعلى نسبة الوفيات تكون بجلطات القلب الحادة، وهذا المرض الخطير جدا دفعنا للتفكير في الحصول على تلك الشهادة، وهي كبيرة جدا لجعلك مركز معتمد للجلطات القلبية الحادة بمعنى أننا ذوي خبرة عالية للتعامل في هذه الأمراض بكل الفئات تبدأ من الممرض لاستقبال الطواري إلى نهاية الحلقة وهو الطبيب المعالج الذي يقوم بإجراء القسطرة، قبل أن يصل المريض إلى الطبيب المعالج تبدأ بالممرض المستقبل ووضع المريض في الطوارئ وطبيب الطوارئ ثم طبيب العناية الحثيثة، كل تلك السلسة وحتى وصول المريض ووصول الطبيب من بيته ووصولهما معا لا تتجاوز ال 30 – 45 دقيقة إلى باب القسم.
التحدي هنا سيكون في المعايير التي تم العمل عليها وحصلتم على الإعتمادية أن لديكم عدة أطباء مختلفين بالمستشفى، فكيف يتم التواصل مع الطبيب إذا لم يكن للمريض طبيب خاص ؟ وهل كل مريض يأتي ملتزم بالمعايير التي حصلتم على الإعتمادية لأجلها ؟
حقيقة المستشفى التخصصي هو مؤسسة طبية عريقة تمتد لأكثر من 25 سنة، وهي من أكبر المؤسسات الطبية بالقطاع الخاص، مؤسسة قوية تستطيع فرض قوانينها على جميع الأطباء الزائرين، بمعنى أن جميع الأطباء حين يأتون إلى المستشفى التخصصي يخضعون لمظلة قوانين المستشفى، وبداية من دراسة الفكرة بدأنا بوضع معايير طبية واتجهنا إلى الشروط والمعايير الأوروبية التي سهل تناولها للجميع من خريجي أوروبا وأمريكا، والتخصص به أكثر من 35 طبيب قلب يعمل في المستشفى التخصصي، ولدينا أكثر من 5 أطباء دائمين يعملون بشكل يومي، حوالي 15 – 20 طبيب يعملون اسبوعيا حالتين أو ثلاثة، فهذا عدد كبير من الأطباء من مدارس مختلفة لذا وضعنا قوانين ثابتة لجميع الأطباء: من يأتي للتخصصي عليه الإلتزام بتلك المعايير.
بمعنى أن المريض الذي أتى للتخصصي باحتشاء أو بجلطة قلبية حادة يجب على الطبيب المعالج الحضور بأسرع وقت ممكن للتدخل في حالة هذا المريض، ولا يسمح له بتأجيل المريض لليوم التالي.
– هذه المعايير في قطاع خاص ليس بالشيء الهين، لأن خلفه إدارة قوية ومؤسسة قوية تلزم الطبيب بقطاع خاص، والعمل في مؤسسة بقطاع خاص مثل التخصصي هذا إنجاز كبير أن تحصل على تميز وتصبح مركز معتمد، قادر على علاج هذه الأمراض بكفاءة عالية توازي المراكز العالمينة الكبرى خصوصا في أمراض هي أكثر الأسباب التي تؤدي للوفاة.
خلال العامين كيف استطعتم الإلتزام بتلك الشروط والمعايير؟ والمستفيد الأول والاخير (المريض) كيف ينعكس ذلك عليه ؟
خضنا عدة اختبارات من الجمعية الدولية، وكان هناك تحدي على مدار العامين للحصول على تلك الشهادة ليصبح مركز معتمد في الشرق الأوسط بالكامل وليس الأردن فحسب، إنجاز كبير للأردن ليس فقط للمستشفى التخصصي، أن يكون الأردن دولة علاجية سياحية أولى تحصل على هذا المركز، أن تكون خبيراً بعلاج جلطات القلب وقصور القلب الحاد هذه جائزة كبيرة (مركز معتمد متميز أول).
بالنسبة للموضوع الداخلى هناك توافق وتعامل بين المستشفى والدفاع المدني مع المؤسسات الاخرى وإخبار المؤسسات الاخرى أننا أكبر وأقوى مركز للتعامل مع الجلطات القلبية الحادة، أي أن مريض في عمان أو مناطق محيطة، وسرعة وصول المريض للطوارئ، هناك إخلاء جوي، دفاع مدنى يتعامل معنا بالطيران، لدينا مهبط طائرات، يمكن نقل المريض من مناطق اخرى، والتواصل مع الدول المجاورة، وتلك مجرد بداية في الأردن ليس فقط في المستشفى الخاص ولكن باقى المراكز في القطاع العام والخاص بإمكانهم الحصول على تلك الشهادة، أن يكون الكادر الطبي من الطوارئ وطبيب الطوارئ وأطباء القلب والرعاية الفائقة على وعي عام أن معالجة هذا المريض لابد أن تتم بالسرعة القصوى.
السرعة معيار أساسي دخوله في المعايير سواء في الوصول أو التدخل، لأن كلما تأخرنا في إنقاذ المريض كلما خسرنا عضلة القلب (كلما تأخر الوقت كلما ماتت العضلة) (Time Is Muscle)