السلام عليكم؛ أنا ظروفي صعبة جدًا، وكل يوم تزداد صعوبة؛ أبي توفي عندما كنت بعمر شهر وليس لي إخوة أو أخوات، دائِما كان عندي أمل أن ربنا سيعوضني، كنت مرتبطة بخالي جدًا، قُلت في نفسي: هذا هو العوض، فمات وأنا صغيرة أيضًا، حمدت ربنا، ثم خالي الثاني تقرّب مني، قلت: ربنا كبير، ثم مات أيضًا بعده ببضعة سنوا. خالتي التي كانت متكفلة بي لبضع سنوات ماتت أيضًا.
تزوجت؛ قلت: ربي لن يخذلني وسيكون لي سند، وأكيد سيرزقني بولد؛ فليس من المعقول أن أعيش عمري كله بلا رجل يكون لي سَنَد عندما أكبر.
ثم أنجبت بنتين، وحاليا يتم تطليقي بعد ما أن كسفني زوجي وبهدلني أمام الناس كلها.
ولأني لم أعمل منذ أن كنت عند أهلي أو عند زوجي، وسني كبر «٣١ سنة» ولا أعرِف أجِد عمل/شغل؛ ثم المشاكل والضغط النفسي عندي يزيد؛ وأصبح فوق طاقتي واحتمالي.
أتمنى أن أصطحب بناتي وأهرب في مكان بعيد؛ فقد تعبت ولا أجد مخرج؛ كل يوم أكون وحدي أكثر، كل يوم تزداد همومي ومشاكلي، وكل يوم الناس تقسوا عليّ أكثر، أصبحت لا أعرف الفِرار منهم؛ مهما دعوت ومهما صليت ومهما قرأت قرآن، أجِد أن الكرب يشتد ومستقبلي يزداد سوادًا في عيني؛ لقد تعبت ولا أعرف ماذا أفعل!
الجواب
يجب عليك حسن الظن بالله والصبر، والحياة مليئة بالمنن والمحن، فمتى كنا في منة شكرنا، ومتى كنا في محنة صبرنا، ولا تواجه المحن إلا بالصبر واللجوء إلى الله تعالى، وكثرة ذكره وكثرة الاستغفار، وكثرة الرجوع إليه، فإن الله تعالى لا يمتحن عبيده إلا لينظر أيعودون إليه أم لا، وليس أفضل في مثل هذه الأزمات إلا مواجهتها بالصبر والذكر.
والله -تعالى- أعلم.
المصدر: دار الإفتاء المصرية.