أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ من همزه ونفخه ونفثه، بسم الله الرحمن الرحيم (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ | الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ | خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ | وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ | وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ | إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ | فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ | وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ | وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ | أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ | الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
بدأها بالصلاة وختمها بالصلاة، بدأها بعد أن أخبر بأنهم مؤمنون؛ بأن أولئك المؤمنين خاشعون في صلاتهم، وإذا حصل لك الخشوع في الصلاة فقد حصل لك كل شيء، لأنك لا تخشع في الصلاة إلا إذا كنت تعظم الله؛ إلا إذا كان في قلبك وتستحضر جلاله وكماله وجماله، وتعلم أنك قائم بين يديه؛ فإن كان قد حصل منك معصية، فها أنت الآن بين يديه، تقف بخشوع وخضوع واستكانة وانكسار.
ولا يحصل الخشوع للإنسان في الصلاة -الذي فقده كثيرٌ منا- إلا إذا كان يستحضر أنه قائم بين يدي الجبار سبحانه، ويتدبَّر ما يقرأ وما يقول، ويمتنع عن الصوارف، فإن جاءته نزغة من نزغات الشياطين أشهر سلاحه ي وجه عدوّه وقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.