أيها المسلم الحبيب، في أكثر من مرة يأتي بعض الآباء. يقول: أريد أن أوصي وصية أحرم بها ابني من الميراث. لِم؟ لأنه عاق، لأنه يفضل زوجته على أخواته، لأنه كذا وكذا وكذا.
ولبيان هذه المسألة من الناحية الشرعية، لا يجوز مهما كانت الأسباب أن تحرم أولادك من الميراث. لأن من تولى قسمة الميراث هو الله ﷻ؛ ليس من شأنك.
ولا يمنع الشخص من الميراث إلا أسباب. قال الإمام الرحبي في منظومته:
ويمنع الشخص من الميراث — واحدة من علل ثلاث
رق وقتل واختلاف دين — فافهم فليس الشك كاليقين
والنبي ﷺ يقول «لا وصية لوارث». ولذلك هذا لا يجوز. وليس لك علاقة. أنت عندما تموت أيها الأب أصبح المال ينتقل إلى الورثة. وهو انتقال في الملك الجبري -كما يقول بعض أهل العلم- والفرق بينه وبين الوصية، أن الوصية اختيارية؛ أنت تريد أن توصي أو لا توصي، هذا باختيارك. لكن انتقال الميراث يكون ملكا جبريا بلا اختيار إلى الورثة.
ولذلك يقول النبي ﷺ «من قطع ميراثا فرضه الله ورسوله قطع الله به ميراثا من الجنة»، وهذا حديث أخرجه البيهقي في الشعب، من حديث الصحابي أبي هريرة -رضي الله عنه-. فلا يجوز، لا يجوز أن تتلاعب بشرع الله.
أحسِن تربية ولدك، أدع الله له بالإصلاح والصلاح والبر ورِقة القلب ودمعة العين. فالله قادرٌ على أن يصلح ولدك. أما أن تحرمه من الميراث بوصية، هذه الوصية جائِرة ولا قيمة لها عند الله ﷻ. اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.
وهنا أيضًا تجِد: خطبة عن بر الوالدين مكتوبة كاملة