رمضان كريم.. أم رمضان مُبارَك؟ حين قلنا “الشهر الكريم” فوجئنا بعدد غير قليل من الإخوة يصوّب لنا العبارة بـ”الشهر المبارك”، لأن “الكريم هو الله”.
نعم، الله ﷻ هو كريم، فهذا من أسمائه الحسنى المعروفة. ولكن هل معنى هذا أن لا يوصف بهذه الصفة سواه؟
ألا نقول “هذا رجل كريم”، و”قابلت الرجل الكريم”؟
من ذلك أن من أسمائه عز وجل “العظيم”، وهي نفسها الصفة التي وُصف بها الظلم حين قال ﷻ: “إن الشرك لظلم عظيم”، ووُصف بها العذاب (ولهم عذاب عظيم)، ووُصف بها الأجر والفضل واليوم والسحر.
كذلك صفة الكرم نفسها وُصف بها موصوفات كثيرة غير الله ﷻ في القرآن الكريم، فوُصف بها الرزق (ورزق كريم)، والمَلَك (مَلَكٌ كريم)، والنبات (كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم)، والمقام (ومقام كريم)، والكتاب (ألقيَ إليَّ كتابٌ كريم)، والرسول (وجاءهم رسول كريم)، ووُصف بها القرآن نفسه (إنه لقرآن كريم). والأمثلة أكثر من هذا بكثير.
فالصفحة التي يوصف بها الله ﷻ لا تكتسب قداستها من نفسها، بل من إطلاقها على الله، فإذا أُطلقَت على غيره خرجت عن هذه القداسة.
وصفة الكرم تُطلَق على الإنسان، وعلى النبات، وعلى البحر، وعلى الرزق… وهذا كله مفهوم حقيقةً كان أو مجازًا، أفلا نطلقها على شهر رمضان الذي يُضاعَف فيه الأجر؟
الله ﷻ لم يأمر بعدم إطلاق هذه الصفات على غيره، والرسول الكريم لم يأمرنا بهذا، فلا تصنع بنفسك قيودًا ثم تقيّد بها نفسك.
- المراجع: نحو وصرف