يا معشر الإخوة؛ الوصية التي أحب أن أوصيكم بها هي أنه على الإنسان أن يراعي مسألة الإحسان في العمل. إن يُحسِن عمله، وأن يسأل الله ﷻ التوفيق في عمله.
وخير ما نوصي به في هذا الصَّدد هو حديث الإحسان في العمل؛ وهو قول النبي ﷺ، يوصي بعض أصحابه أن يقول «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
ليست المسألة بكثرة العمل. الله ما خلقنا ليبلونا أينا أكثر عملا، ولكنه خلقنا ليبلونا أينا أحسن عملا! كما أخبرنا ربنا ﷻ.
إن الرجل الذي يصلي ركعتين من أجل أن يقوم شهر رمضان ويُحسِن أداءهما ويصليهما بخشوعٍ وحضور قلب وانكسار بين يدي الله ﷻ خير من إنسان يصلي عشرين ركعة، ولكن قلبه غائب.
وقال العلماء: من قام ركعتين في ليالي رمضان فإنه يصدق عليه قول النبي ﷺ «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
إن مشكلتنا أن تكون عباداتنا عادات، نؤديها على أن عادات، نذهب ونجيء؛ نكبر ونركع ونرفع ونسجد ونسلم. ولكن قلوبنا غير شاهِدة ولا حاضرة.
ولذلك أيها الأخ المسلم؛ أريدك أن تجعل أمامك هدفًا في هذه التجارة وفي هذا الموسم. وهو أن يُغفر لك ما تقدم من ذنبك في هذا الشهر، وأن يكون في قلبك؛ فإنك إذا استحضرت هذا في كل أوانٍ حصلت الغاية وحصل لك هذا الهدف -بإذن الله ﷻ- وتوفيقه ومنه وكرمه.