هدَّأتُ من توتري وتنغست ببطء استعدادًا للدخول والكلام، ابتسمت وفتحت الباب ومشيت في اتجاه منتصف الطاولة وبدأت في الكلام:
اليوم أصدقائي، كما نعلم، هو بعنوان المحبة، وكان لي في تلك الفقرة قصةً لأُلقيها، ولكنني حاولت وفكرت جاهدةً ويبدو أنه لا مفر من قصة علبة “الزبادي”، دعوني أبدأ ولتتخيلوا معي..
تقول القصة، أنه في إحدى الأيام المرتجفة، وإحدى الليالي التي بلا نوم، جاء الأب لابنتهِ التي كانت منكبة على كتاب دراسي، مذكرًا إياها أنها أدت واجبها على أكمل وجه، وأنه حان وقت النوم، ولكنها أصرت أن تُكمل مراجعتها فامتحانها غدًا، فأخبرها الأب بعد أن لم يجد مفرًا من الموافقة أنه لن يأكل علبة زبادي الشوكولاته الخاصةُ به، وأنها إن أرادتها في أي وقت فلتأكلها، هزت الفتاة رأسها موافقة..
مرت فترة امتحاناتها وبدأت فترة امتحانات شقيقها، وظلت علبة الزبادي في الثلاجة، فلم تأكلها الفتاة، والآن فكرت أن تتركها لأخيها الذي يذاكر بجدٍ دائمًا، ومرت امتحانات الفتى ولم يأكلها، ففكر أن يتركها لوالدته التي تعمل دائمًا على راحته هو وأخته، أما عن الأم فتركتها للأب الذي قالت أنه يعمل لتوفير احتياجات المنزل، ثم تركها الأب لابنه مفكرًا أنه ربما يحتاج للشعور بأنه طفلٌ من جديد وياكل الشوكولاته، فتركها الاخ لأخته بعدما فكر أنها تحب الحلويات، وتركتها الفتاة لأمها وتركتها الأم لابنها وظلت الدائرة تدور بلا مخرج
إلى أن حضر لديهم ضيوف وطلب طفلهم أن يأكل علبة الزبادي تلك، جميع أفراد المنزل فكروا أنها لربما تكون غير صالحة للأكل، ولكن كانت المفاجأة عندما فتحتها الأم وكانت صحيحة تمامًا، بل وأخبرهم الطفل أنها أشهى علبة زبادي قد تذوقها في حياته
ـ ما أريد قوله يا شباب الغد، أن المحبة هي أساس كل منزل يسوده الدفء، وهي وقود كل فرد في المجتمع، ويجب أن تكون محط اهتمام الجميع، فبدونها تتفكك الصداقات، وتنتهي العلاقات، وبها تتوحد الأشخاص، وتكتمل الأعمال.
دمتم محبين..
الكاتبة الوردية – Yoana Bekhiet