في عيد الأم، وغي كل الأيام، تظهر الأمهات بكل ما أتاها الله من نعم تخدم أولادها وتربيهم خير تربية ولا توفر صحة ولا مجهود. فكل ما لديها تفنيه في سبيل سعادة وحب الأبناء ولكن ما يلفت النظر حقا ونراه شديد الصعوبة.
كيف وان كانت هذه الأم فاقدة لأحد النعم الأساسية في صحة الإنسان وكمال اتزانه في المجتمع أو كانت هذه الأم من ذوي الاحتياجات الخاصة. صدقاً لن يفرق الأمر كثيرًا، فالأم مشاعر وإحساس قبل كونها أفعال.
فمشاعر الأمومة تتجلي في كل النساء ذات الإنسانية الكاملة وليس الجسدية الكاملة لا يفرق الأمر كثيراً بين الأم المتكلمة التي تمطر أولادها ليل نهار بكلمات الحب وبين الأم الصماء التي أيضا تمطر أولادها بكلمات ولكن كلمات محسوسة أكثر من كونها منطوقة.
لن يفرق الأمر كثيرا بين أم تجلس مع أبناءها ليل نهار بكامل صحتها وأم آخري تصارع المرض ولكن إذا مرض احد أبناءها تناست مرضها وعلتها.
ومجتمعنا مليء بنماذج أمهات متحديات للظروف وقائمات بأدوارهن رغم الألم والمرض والإعاقة فإليك بعض من هذه النماذج:
- سيدة فقدت احد أهم حواسها وهي صغيرة وهي نعمتي الكلام والسمع فلم توقفها الإعاقة وتحدتها وتعلمت لغة الإشارة وسارت تمارس حياتها حتى تزوجت بفرد أيضا من ذوي الاحتياجات الخاصة وينتمي لفئة الصم والبكم عملت بالخياطة وأتقنتها لينفقوا منها وعمل زوجها أيضا في حرفة وأنجبت ولدان. ويشاء الله إن يكون الولدان ليسوا من ذوي الاحتياجات الخاصة فعلمتهم لغتها حتى يتفاهمون معها واهتمت بدراستهم وحياتهم وإذا رأيت أولادها يملئ قلبك فرح بهم وسعادة فأي تربية هذه وأي أخلاق زرعتها بهم وكيف ومتى وأصبح أولادها يأتون لها بالزبائن ويتفقون لها ويديرون حياتها ويساعدوها وهذا مثال لم يقوموا بمثله كثيرا من الأصحاء والأقوياء.
- أخري سافرت مع زوجها للعمل في بلاد أجنبيه وأنجبت ومازال احد ابناها رضيع وبدأت تشعر بألم حادة فذهبت لتكشف فوجدت نفسها مصابة بمرض العصر اللعين السرطان ولابد من أجراء جراحة فورية لها. فتركت ابنها في دار رعاية حتى تنهي إجراءات العملية ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن مرض ابنها بمرض خطير نتيجة الضغط النفسي الذي تسبب له بعده عن والدته. فتركت الأم المستشفى فوراً لتجلس مع رضيعها حتى يجدوا حالا وسط لا يبتعد فيه الطفل كثيراً عن أمه فالأم قد تضحي بحياتها في سبيل إن لا تري أولادها يعانون حتى لو كان نهاية الأمر تؤدي إلي وفاتها فلا يشغلها موتها كما يشغلها حياة أولادها.
وهنا أيضًا نوصيك بالاطلاع على: مقترحات هدايا عيد الأم… فن الاختيار الصحيح للأذواق المختلفة