إذا جادلك أحد حول رؤية الملائكة «عليهم السلام» وكذا الجن لنا وعدم رؤيتنا لهم، فيمكنك أن ترد بالآتي:
- الإيمان بوجود هؤلاء المخلوقات ينبني على الإيمان بوجود الله تعالى، فإذا آمنت به سبحانه لزمك الإيمان بهم، لأنه أخبر عنهم.
- ليس في الإيمان بوحودهم، ومن ثم برؤيتهم لنا وعدم رؤيتنا لهم أي استحالة عقلية، بل ذلك يدخل في الإمكان العقلي، وهذا الإمكان يؤكده الوحي والإيمان.
- عدم رؤيتنا لهم لا يدل على عدم وجودهم، فالعجز عن الرؤية ليس دليلا على العدم، فأنت لا ترى الكائنات الدقيقة التي تعيش في مناطق مختلفة من جسدك، لكنها موجودة.
- مثال حسي آخر، وهو أن هناك نوعا من الزجاج ترى أنت من داخل الغرفة من بالخارج، ولا يرى من بالخارج من بالداخل، وعدم رؤيته لا يدل على عدم وجود من بداخل الغرفة.
وإذن، فحتى الملحد الذي يزعم أنه لا يؤمن إلا بما تراه عينه لا يستطيع نفي وجود الملائكة والجن والشياطين، لأن أقصى ما معه هو نفيه عن حسه الشخصي، وهذا ليس معيارا ولا برهانا، لما سبقت إليه الإشارة في رقم 3 و 4، بل حتى على مستوى الفيزياء والفلك، تجد العلماء يضعون فرضياتهم ونظرياتهم تتضمن وجود عناصر غير مرئية لكن الحسابات تؤكد وجودها، ثم بعد أجل مسمى يطول أو يقصر من البحث وتطور وسائل الرصد والملاحظة يدخل هذا العنصر غير المرئي سابقا الى دائرة الرصد الحسي.
كتب: نورالدين قوطيط