التعدد ليس لإثبات الرجولة، ولا لإغاظة الزوجة، بل هو تكليف جديد ومسؤولية إضافية، وضغوط مضاعفة.
حسبك فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [ كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، والرجل راع وهو مسؤول عن رعيته ]، وأيضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [ كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت ].
التعدد حل، لكن بعض المتهورين من ذوي الحماسة حولوه إلى مشكلة، والأصل أن من لا يستطيع التعدد لافتقاد شروطه الشرعية والموضوعية لا ينبغي أن يفتح على نفسه بلاء هو في غنى عنه، فيظلم نفسه ويظلم امرأتين أو إحداهما.
كم من متهور بادر للتعدد، ولأنه لا يملك شرط قوة الرجولة وقوة النفس، جاءت مثلا الزوجة الأولى تذرف دموع التماسيح، فما كان إلا أن طلق الثانية، وبذلك تسبب لها في مأساة أليمة، أو تقوم بذلك الزوجة الثانية فيطلق الأولى، فيفتح عليها بذلك باب شقاء وبلاء لا يعلمه إلا الله.
وكم من متهور بادر للتعدد، ولأنه لا يملك شرط قوة المال، فوجد نفسه يعيش في ضغوط مالية خانقة، بل منهم من يهضم حقوق إحدى الزوجتين لصالح الأخرى، فإحداهما أشبه بالفقيرة والأخرى أشبه بالغنية.
وكم من متهور بادر للتعدد، ولأنه لا يملك شرط قوة الإعفاف الجنسي، فإذا به يعجز عن إعفاف الزوجتين، فهما متزوجتان لكنهما تفتقدان الإشباع والإعفاف الجنسي، لأن الزوج ليس قادرا على القيام بواجب الإعفاف لهما معا.
ومع هذا، فأنت ترى في كثير من المنشورات والتعليقات: قم بالتعدد عليها، لو لم يُمنع التعدد لحُلت المشاكل، وما يشبه هذا الكلام الدال على عدم وضوح الرؤية، والغفلة عن واقع التعدد.
كتب: نورالدين قوطيط