على الذين مَنّ الله عليهم بالحج وعلى غيرهم كذلك أن يُكثروا من ذِكر الله على الدوام، أن ينوّروا صحائفهم بذكر الله، وأن يطمئنوا قلوبهم بذكر الله، وأن يرطبوا ألسنتهم بذكر الله -عز وجل-.
بل والأبدان تقوى بذكر الله -سبحانه وتعالى-، والدرجات ترتفع بذِكر الله -عز وجل-، والخطايا تُحَطّ بذكر الله -عز وجل-.
السكينة تتنزل بذكر الله، الملائكة تحفنا بذكر الله، الشياطين تنخنس عنا بذكر الله. فيا أهل الإسلام أكثروا من ذكر الله -عز وجل-، فهذا شأن أهل الفضل وأهل الصلاح.
أما أهل النفاق -عياذ بالله-، فقد قال الله -تعالى- في شأنهم، (وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً).
الله حذَّر من الغفلة عن الذكر، فقال في كتابه الكريم (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ | وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ). وقال -تعالى- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ).