كان الصحابة رضوان الله عليهم يمكث أحدهم الزمان الطويل جدا ليحفظ القرآن أو بعضه، حتى إن ابن عمر -رضي الله عنهما- بقي في حفظ سورة البقرة 8 سنوات.. اليوم خرج يقولون: معنا تستطيع حفظ القرآن في عشرة أيام، أو أقل أو أكثر قليلا… أي سخرية هذه؟؟
بل إن الإمام مالك كره أن يحفظ الصبي القرآن لأنه لا يعظمه ولا يتفهمه ولا يتأدب بآدابه، وهؤلاء يتهافتون على الحفظ، والحفظ شيء حسن، لكن القرآن نزل للتدبر والفهم والتأدب، ولتأطير الوعي وتشكيل العقل!! بل لما قيل لسيدنا عمر وهو خليفة إن جماعة من الناس حفظوا القرآن؟ قال: خصص لهم مرتبا ماليا، فلما قيل له بعدُ، إن 700 رجلا حفظوا القرآن، يعني هل نخصص لهم مرتبا ماليا مع الأولين؟ قال، امنع المال عن الجميع، وقال: [أخشى أن يسرعوا في القرآن قبل أن يتفقهوا في الدين] يعني خاف أن يتخذ الناس حفظ القرآن وسيلة للدنيا، وأدنى ذلك التباهي والتفاخر.
وربما لأجل هذه العلة، جاء في ضمن علامات فساد الزمان كثرة حفظ الناس للقرآن من النساء والصبيان وغيرهم.
كتب: نورالدين قوطيط