إذا كانت المعدة تطحن كل ما تلقيه فيها، فإن كان طعاما طيبا أعطتك الصحة والعافية، وإن كان طعاما خبيثا أعطتك المرض والشكوى؛ فكذلك العقل، إن أعطيته العلم الحق، أعطاك الإصابة والرشاد والنور، وإن أعطيته العلم الزائف، أعطاك الخطأ والشبهات والظلمات.
والعلم الحق هو القرآن والسنة ومقالات السلف رضوان الله عليهم، إذ هم تراجمة الوحي، والعلم الزائف هو البدع والأهواء وزبالات أفكار المشركين حتى وإن فخّمهم الناس ومنحوهم لقب المفكر والفيلسوف.
وهذه الخاصية في العقل، مرتبطة بالتكليف الإلهي للعبد، فالله ﷻ منح العبد الإرادة والحرية والقدرة على الاختيار، إذ بهذا تتحقق معاني الحكمة الإلهية من خلق الإنسان في عالم الدنيا وتكليفه، وربط مصيره الأبدي بعد الموت في الجنة أو النار بطبيعة ما اختاره لنفسه، الحق أو الباطل، التوحيد أو الشرك، الإيمان أو الإلحاد.
فانظر يا عبد الله ما تحشو به عقلك، فإنه يرجع إليك في صورة أفكار وقناعات وتصورات وخواطر، وهذا ينعكس ولابد على السلوك والأعمال والنشاطات.
كتب: نورالدين قوطيط