في كُل مكان على وجه البسيطة، تعتبر مهمة «السكرتير» الرئيسية هي تنظيم مواعيد الشخص الذي يعمل من أجله، وترتيب جدوله لصنع المزيد من الوقت الذي يُمكنه من القيام بعمله بشكل سلس وبفاعلية أكبر. بينما هُنا تكون مهمته الأساسية حجب العالم الخارجي عن «معاليه»، و»تطفيش» المُراجعين، واختلاق الأعذار الوهمية التي تبرر اختفاء المسؤول!
هم في الغالب أشخاص بغيضون، يتحلون «بشوفة نفس» غير مفهومة،.. لعلي هنا أتذكر حقيقة الحشرات التي تعلو ظهر وحيد القرن، والتي تخشى الاقتراب منها، خوفا من «أبو قرن» وليس من هذه الحشرات التي تعلوه.
هُناك تعني «الإشارة الصفراء» الاستعداد للوقوف. أما هُنا فلن تجد هذا المعنى سوى في أوراق كتاب «القراءة» للصف الثاني، فالإشارة الصفراء تعني في أرض الواقع: «ادعس، لا تفوتك الإشارة»!
في الأماكن الأخرى لن يختلف الواقع كثيرا عن النظرية التي يضعونها على الورق قبل أن يبدؤوا في العمل. أما هُنا فتسير الخطط والنظريات في واد، بينما يسير الواقع في واد آخر تماما. «البركة هي خطة العمل الرئيسية».
في بقية أنحاء العالم لن تشاهد التصرفات اللامسؤولة والصبيانية سوى في البرامج الخاصة بالأطفال، أما هُنا – وهُنا فقط – فستشاهد ما لن تراه في كافة حضانات العالم عندما تتابع مثلا «استديو تحليل رياضي».
كذلك هُنا نقدك للواقع يعني: «بلاش تتفلسف علينا»، أما حينما تقضي يوما كاملا في حوار «فريقنا أقوى من فريقكم» تكون محاورا ممتعا، ومتابعا جيدا للأحداث.