في الحديث القدسي الذي أخرجه سيدنا البخاري، قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: «أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ، ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ». قالَ أبو هُرَيْرَةَ: اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]
فقف عند قوله: [ ولا خطر على قلب بشر ]، بمعنى لو اجتمع الإنس جميعا، وأخذوا في تصور وتخيل النعيم الممكن في الجنة، لما بلغوا من حقيقة ذلك عشر معشاره بل أدنى.
وسر ذلك، أن الجنة دار الكرامة الإلهية للمؤمنين، ومقر الخلود الأبدي، فلا جرم أن يكون نعميها “العقلي، الروحي، الجسدي” فوق تصور البشر في عالم الدنيا، إذ التصور لما هو غائب لا يكون إلا قياسا على ما هو حاضر، ولما لم يكن بين طبيعة الجنة وطبيعة الدنيا أي تشابه، لم يكن ممكنا في تصور البشر تخيل نعيم الجنة.
فطوبى لنا -إن شاء الله- في ديار الخلود.
بقلم: نورالدين قوطيط