من النعيم -ولله الحمد والفضل- العيش في أحضان الطبيعة الخلابة.. فهنا تجد الهدوء والجمال، وتجد السمو والارتقاء، وتجد الرحابة والامتداد.
ولهذا فمن البؤس العيش في المدينة حيث لا شيء إلا الجدران الإسمنتية.. فهنا تجد الضجيج والسطحية، وتجد الاختزال والرتابة، وتجد الاختناق والتكسل في المشاعر!!
وبعد؛ فهذا البدر في أفق السماء، ينظر إليه المؤمن، فيرى فيه آية من آيات الله في العالم، وينظر إليه ضمن الصورة الواسعة في رحابة الكون فيشعر بتدفق العظمة والهيبة والجلال!
وينظر إليه المحب العاشق، فيذكره أحزان البعد وذكرى الحرمان من الحبيب، وينظر إليه فيهيج فيه أشواق اللقاء وطموح التماهي مع الحبيب ليتحقق له “أنت أنا وأنا أنت”!
وينظر إليه المل حد، فينظر إليه بعين الغفلة والجحود، ولا يرى فيه سوى ركام حجري لا فرق بينه وبين أية كومة مادية أخرى!!
بقلم: نورالدين قوطيط