في عام 1368هـ اشترى جدي جهاز راديو، ولأن الناس وقتها يجهلون طريقة عمله ويعلمون أنه من اختراعات الغرب فقد عمدوا إلى تحريمه فورا، لكن حرص جدي على المعرفة بشتى وسائلها قاده إلى أن يشتريه ويخبئه عن أهل الحارة.
كان يستمع إليه خافضا الصوت لأدنى درجة، ومن زيادة الحرص أطلق جدي وأخوه سليمان – رحمه الله – على الراديو اسم حمد! فإذا سأل أحد أهل الحارة خالي عن أبيه فإنه يجيب: عنده حمد.
وصار جدي ينادي أبناءه بصوت عال: «وين حمد؟ هاتو حمد». وظل حمد سر جدي الأكبر لمدة تزيد على 20 عاما، خصوصا أن مدينة بريدة في القصيم كانت الأكثر تحفظا وربما الأكثر حذرا.
الراديو البطل المغوار سابقا أصبح الآن موجودا في كل مكان، في أجهزتنا كلها وبين جنبات الإنترنت، وتعددت قنواته وموجات بثه، وأصبح من المسلّمات، حيث لا يختلف اثنان على أهميته وفائدته.
تحية لـ.. حمد، وكفاحه ونضاله، وهو إن اختفى جسدا فما زال أثيره يطرب مسامعنا.
بقلم: إيمان العبدان