إن المجتمع بحاجة إلى تعزيز قيمة الصدق لديه. فالصدق موجود في آيات كثيرة من كتاب الله عز وجل، وقد أكثر القرآن الكريم من الحديث عن حقيقته ومكانته ومكانة الصادقين، وما يترتب من جزاء لهم حتى وجدت آيات للصدق ومشتقاتها في القرآن 154 مرة «الصدق يشمل الصدق في النية والقلب والفعل، ولذلك قالوا في تعريفه إنه موافقة الحق في السر والعلانية والظاهر والباطن، وله عدة تعاريف، ولكن هذا من أوسع تعاريفه».
كما أن الصدق يشمل أقوال الإنسان وأفعاله وتعامله وسلوكه، ومع الآخرين، أي ينطبق واقعه في سره وعلانيته، لذلك قالوا باطنا في خلوته وظاهرا مع الناس، هذا إلى جانب أن هناك مؤشرات لكي يكون الإنسان قد حقق الصدق، وأن حقيقته تجعل الإنسان مستعدا للموت دائما.
كما أن أساس الإيمان أن تستوي أقوال الإنسان مع ما في قلبه، والاختلاف بينهما هو أساس النفاق، وحذاري أن يقول الإنسان عن نفسه ما ليس فيه، فالصدق في الأعمال يكون بموافقة الأفعال للنيات، لذلك قيل إن الصادق ثابت غير متلون، بثبات إيمانه.
ولنعلم جميعًا أن المسلم الحق الصادق ليس لديه صفات المنافق، كأن يكون ذا وجهين، وأن يكون كلامه فيه تناقض «صفات المسلم الصادق جمعها الله في كتابه العزيز في سورة الزمر»، وتحقيقه يكون بالصدق مع الله والناس والنفس، وأن يعاهد النفس ويرعاها ويعود إليها دائما.
ويجب على من أراد اكتساب الصدق في نفسه إلى البحث عن الحق الذي يجب تطبيقه في الحياة والمقاصد والنوايا «ذلك يمكن أن ينطلق من تعلم الحق، وهو العلم الشرعي، كتدبر كتاب الله الذي يعد رأس العلوم الشرعية»، فضلا عن أهمية معرفة أوامر الله وحدوده، وطريقة طاعته والامتثال لأوامره.
كما أنه لا يوجد سبب للكذب مع النفس، وأن الخير قائم على الصدق، لافتة إلى أن المسلم يجب أن يتحرى الصدق حتى في الأماكن التي يخشى فيها من الكذب، وأن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين، وبهذه الحالة فإنه سيكتب عند الله صديقا.
وهنا نجِد: آيات وأحاديث عن الصدق والصادقين من القرآن الكريم والسنة