ضيوف شاشة “صباح السعودية” الذين دار معهم الحوار الآتي..
مهندس/ عمر الشملان – رئيس المجلس التنسيقي لتحفيز المنشآت المشاركة في المحافل الدولية
أ/ إبراهيم مفرج – مدير خدمات المخترعين ببرنامج بادر
أ/ ود سالم – الفائزة بالمركز الثاني في اليوم العالمي للإبداع والإبتكار
ما هو اليوم العالمي للإبداع والإبتكار؟
اختارت منظمة الأمم المتحدة الفترة من 15 إلى 21 أبريل من كل عام ليكون الأسبوع العالمي للإبداع والإبتكار، وحددت يوم 21 أبريل ليكون اليوم العالمي للإبداع والإبتكار تزامنًا مع نهاية فاعليات الأسبوع المختار.
ويرجع الإهتمام بالإبداع والإبتكار عالميًا لكونه جزء لا يتجزأ من خطط النمو الإقتصادي والثقافي والتقني للدول، وكذلك الإيمان بتمكين المجتمعات من الإبداع والإبتكار، وتحويل هذه الأفكار الإبتكارية إلى مشاريع ريادية تُساهم في التطور الثقافي والعلمي والمادي للشعوب والأفراد.
كيف تُصقل مهارات المبدعين والمبتكرين خلال فاعليات الأسبوع العالمي للإبداع والإبتكار؟
عادة ما تشمل الفاعليات جميع الفئات العمرية، فهناك ورش عمل للأطفال من سن 6 إلى 9 سنوات ويُطلق عليها ورش المبتكر الصغير، يتدرب ويتعرف خلالها الأطفال على نماذج من الثورة الصناعية والتكنولوجية الحديثة ولكن بصورة بسيطة تُلائم المرحلة العمرية. فمثالًا يتعرف الأطفال بصورة بسيطة على معنى وطريقة عمل أجهزة الإستشعار (sensors)، ويتدربون عمليًا على عمليات الفك والتركيب والتوصيل لهذه الأجهزة ، وهو ما يُتيح لهم فرصة الإستكشاف والمعرفة الحقيقية وصقل مهاراتهم العلمية والعملية.
كما توجد ورش أخرى لمجموعات الموهوبين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 15 عام من الجنسين، وهم الشباب الحاصلين على براءات إختراع أو لديهم مُبتكرات وأبحاث جادة يمكن تسجيلها كبراءات إختراع.
أما من حيث الفاعليات التصميمية العملية التي تهدف إلى بناء نماذج شبه واقعية من إختراعات وإبتكارات قائمة فهي للمشتركين الأكبر سنًا.
كيف يتم تدريب المخترعين والمبتكرين؟
تقوم المملكة العربية السعودية بعمل وتوجيه برامج تدريب عديدة للنشء والطلاب لتوليد الإبداع والإبتكار، وزارة التعليم لديها إدارات متخصصة في كل المناطق تهتم بالموهوبين، هذه الإدارات تقدم الرعاية اللازمة لهؤلاء الموهوبين لتصنع منهم علماء المستقبل.
كيف نكتشف الطفل المبتكر؟
كل طفل صغير لديه الشغف الكامل بكل شيء جديد، ويحاول دائمًا العثور على الإجابات الكافية للأسئلة التي تدور في ذهنه. العالم المتحضر يهتم فعليًا بأسئلة الأطفال ويضعهم على بداية الطريق الصحيح الذي يعرفون من خلاله الإجابات جميعها، هذه المعرفة وهذه الإجابة تفتح الآفاق وتخلق مساحة من التفكير والإبداع لدى الطفل.
من هنا كان الإهتمام بسماع حديث الطفل ومناقشته، والرد على أسئلته بالشكل المباشر الصريح أو من خلال توضيح بعض الأمور التي تُمكنه من إكتشاف الإجابة الصحيحة بنفسه، ضرورة مُلحّة وأساسية في العصر الحديث، وهي الطريقة الوحيدة التي من خلالها يصنع المجتمع علماء المستقبل.
ما هو إختراعك الحائز على المركز الثاني في اليوم العالمي للإبداع والإبتكار؟ (السؤال للمشاركة سالم)
إختراعي عبارة عن غسالة أوتوماتيكية، متعددة الأحواض (من ثلاث إلى خمسة أحواض)، تعمل بالحث الكهرومغناطيسي، أي أن الأحواض الإضافية تعمل بالمجال الكهرومغناطيسي. وبذلك تصبح هذه الغسالة إقتصادية من عدة أوجه وهي:
• توفر الوقت: لإمكانية غسيل أنواع متعددة من الملابس في وقت واحد من خلال تقسيمها وتوزيعها على الأحواض في نفس الوقت.
• توفر الطاقة الكهربائية: حيث أن الأحواض تعمل بالحث الكهرومغناطيسي.
• توفر المياة: حيث توجد حساسات أسفل الأحواض تقيس كمية الملابس، وحساسات أخرى على جانبي الأحواض تقيس كمية المياة المناسبة لهذه الكمية من الملابس.
• التوفير النقدي: حيث أن سعر الغسالة أقل من سعر الغسالات الموجودة بالسوق بما يعادل 7500 ريال سعودي.
وجاءت فكرة الغسالة من خلال مشاركتي وأنا بعمر 6 سنوات ببرنامج منظومة الإختراع، حيث تعلمنا من خلال هذا البرنامج الأسس العلمية والعملية للإختراع، والتي كان أولها البحث عن مشكلة واقعية يعاني منها الناس بما فيها نحن، فكانت معاناتي الشخصية مع تنظيف الملابس بالغسالات المنتشرة في السوق حاليًا وإهدار الكثير من الوقت والجهد لإتمام عملية التنظيف هي الباب الأول لبزوغ هذه الفكرة في مخيلتي للتخلص من هذه المعاناة الأسبوعية تقريبًا.
وحين بدأت في التفكير بهذا الإختراع لم يكن على الصورة والهيئة التي هو عليها الآن، فكانت البدايات بسيطة جدًا لغسالة تحتوي على أربعة أحواض بأربعة مواتير، وتم تكريمي من قبل وزير الثقافة والإعلام بالمملكة عليها.
ثم شاركت في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، وقررت تطوير الفكرة، ليصبح حوض واحد فقط يعمل بالموتور والباقية تدور بواسطة جنادل دوارة أو ما يعرف باسم (السير)، وكان عدم الفوز بأي جوائز في هذا المحفل هو الدافع والحافز على تطوير الفكرة أكثر وأكثر، حتى وصلت إلى شكلها الحالي وهي العمل بالمجال الكهرومغناطيسي.
وشاركت بهذا الإختراع بشكله النهائي الحالي في مسابقة أقيمت في دولة كوريا الجنوبية، وفزت بالميدالية الفضية أي المركز الثاني، لأعود مرة أخرى للأولمبياد الإبداعي الذي خسرته سابقًا، إلا أن هذه المرة كان النجاح والفوز بالمركز الأول من نصيبي.
فالإختراع دائمًا يُولد من مشكلة واقعية موجودة بالفعل نبحث لها عن حل، فتتحول أفكار الحل هذه إلى مبتكرات وإختراعات عملية.
كيف يُمكن إكتشاف المخترع من بين الأطفال؟
أكثر من يمارس مثل هذا الدور هو إدارات الموهوبين بوزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، حيث تقوم بجمع الأطفال في المراحل الدراسية المختلفة وتعريضهم لمشكلة ويطلب منهم البحث عن إيجاد حلول لهذه المشكلة، ثم تتم المتابعة والرعاية والدعم لصاحب الفكرة الإبداعية في حل المشكلة ولوالديه أيضًا، ويتم تَبَنِي هذه الفكرة وتحويلها إلى حقيقة واقعية والتسويق لها وتداولها في المجتمع كذلك.
كيف نحمي أفكار المبتكرين من السرقة؟
عادة ما تحصل الأفكار الإبداعية على حماية قانونية داخل حدود الدولة التي يتجنس بجنسيتها المخترع سواء كان طفلًا أو بالغًا تكون على شكل براءة إختراع، وهي أوضح صورة من صور حماية الملكية الفكرية.
لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أن مثل هذه الأفكار لا يتم حمايتها على المستوى الدولي، فبإستطاعة أي مواطن في دول أخرى غير دولة المخترع أن يسرق هذه الفكرة ويطبقها في دولته. ويمكن القول أن فاقد الشيء لا يُعطيه، فليس بالضرورة قدرة الفرد على إمتلاك فكرة أن تكون لديه نفس القدرة على إمتلاك أسرار ونظريات وفرضيات التطبيق والتأسيس والتشغيل، وهذه هي المفاتيح الضرورية التي يمتلكها المُبتكر الأصلي للفكرة الإبداعية دون غيره من السارقين لمجهوده.
كيف نصنع من الأطفال نقطة إنطلاق للرقي بإقتصاد الدولة؟
58% من الشعب السعودي تحت سن الثلاثين، هؤلاء الشباب هم الذين يصنعون المستقبل، لذا فإن أرقى أنواع الإستثمار هو الإستثمار في أبنائنا، فالتطوير المستمر للإدارات والمراكز المهتمة بالموهوبين والمبتكرين من صغار السن، وكذا توحيد الجهود العامة والخاصة في هذا الباب، هو عصب هذا الإستثمار، ونتائجه مرجوة وستُلاحظ في المستقبل القريب.